وحذر ليون في حوار مع شبكة "سي إن إن" التلفزيونية الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني من أن الوقت يداهم الليبيين للتوصل إلى اتفاق سياسي، مضيفا "بالفعل هناك مجموعات في درنة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، لا نعتقد أن عدد هؤلاء كبير، لكن المهم هو أن داعش بدأت تصل إلى ليبيا.. وعندما نصر على أن الوقت يداهم الليبيين ونحن بحاجة ماسة للتوصل إلى اتفاق سياسي حيث أنه مع مرور الوقت سيصبح حل المشكلة أصعب".
وأوضح المبعوث الأممي الخاص أن المجتمع الدولي بحاجة للعمل مع الليبيين لمواجهة مشكلة الإرهابيين، إلا أنه قال "حسب فهمي، فإن أعدادهم ليست كبيرة مقارنة بالعراق وسوريا".
درنة.. وسيطرة المتطرفين
من جهة أخرى، أكد تقرير أعدته شبكة "سي إن إن" التلفزيونية سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة درنة، لافتا إلى قرب هذه المدينة من الحدود المصرية، وإلى أنها تبعد نحو 300 كيلومتر فقط عن السواحل الأوروبية.
ونقلت الشبكة عن مصدر محلي أن عدد مسلحي "داعش" في مدينة درنة يبلغ 800 شخص، وأنهم يدربون أشخاصا من مختلف دول شمال إفريقيا في نحو 6 معسكرات على أطراف المدينة وفي الجبال المحيطة بها.
وكانت جماعات متطرفة مسلحة متنافسة سيطرت على مدينة درنة التي يقطنها أكثر من 80 ألف نسمة، في وقت مبكر أثناء الانتفاضة ضد نظام القذافي عام 2011، إلا أن قبضتها اشتدت مؤخرا، حيث انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لأشرطة فيديو تظهر انتشار الرايات السود فوق المباني العامة التي تحول بعضها إلى "محاكم شرعية".
كما أظهرت مقاطع فيديو مؤخرا عشرات الأشخاص يبايعون زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى مشاهد تنفيذ حكم الإعدام في الملعب البلدي، الذي تحول إلى مقر لاجتماعات المتطرفين ومسرح لنشاطاتهم الدعائية وميدان تدريب لمسلحيهم. وأظهرت هذه الأشرطة تواجد أشخاص من جنسيات مختلفة وخاصة من السعودية واليمن وتونس.
وبهذا الصدد أكد مصدر خاص من داخل المدينة لموقع قناة RT أن الجماعات المتطرفة أقامت فعليا إمارة إسلامية في درنة، مشيرا إلى تولي شخص من اليمن يدعى "أبو البراء الأزدي" ديوان القضاء بالمحكمة الإسلامية، وإلى صدور بيان عن هذه المحكمة يدعو كل من عمل في مؤسسات الدولة للحضور إلى المحكمة وإعلان توبته، وذلك كي "يعصم دمه وماله"، حسب البيان.
تباعد مواقف أطراف النزاع في ليبيا
من جهة أخرى، تزداد مواقف أطراف النزاع في ليبيا تباعدا، حيث أعلن رئيس الحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام عمر الحاسي رفضه التفاوض مع حكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق والمعترف بها دوليا، ومع خليفة حفتر الذي يقود ما يعرف بعملية الكرامة في بنغازي.
ووصف الحاسي في حوار أجرته معه صحيفة التايمز البريطانية الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني، الثني وحفتر بأنهما خارجان على القانون، مطالبا بمحاكمة الحكومة المؤقتة ومجلس النواب، وذلك لعدم اعترافهما بحكم الدائرة الدستورية في المحكمة العليا، حسب تعبيره.
ووصف الحاسي تنظيم أنصار الشريعة المتهم بالتورط في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 والذي يشارك مسلحوه في القتال ضد قوات حفتر بأنه "فكرة بسيطة وجميلة ومستحبة، وكنا في إطار الجلوس والحوار للتفاوض معهم لكسبهم".
المصدر: RT + "بوابة الوسط"