وأكد لافروف في جلسة لهيئة الرئاسة المشتركة لروسيا وبيلاروس في مينسك يوم الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني، أن موسكو كانت ومازالت تعتبر الاتحاد الأوروبي شريكا اقتصاديا كبيرا ومهما.
ودعا الوزير الروسي المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى بدء العمل على تشكيل فضاء اقتصادي وإنساني موحد من الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
وقال لافروف إن موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة الأوكرانية واستخدامه معايير مزدوجة ومحاولاته الخاصة بتحميل الآخرين المسؤولية عما يحدث وقيامه بفرض العقوبات – "كل ذلك يقوض الثقة والاستقرار في قارتنا".
من جانبه أكد وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي أن ردود فعل موسكو ومينسك على سياسة العقوبات الغربية يجب أن تكون "مناسبة"، داعيا إلى إيجاد "حلول متوازنة".
لافروف: لن نتوسل إلى الغرب لرفع العقوبات
ورفض لافروف الانصياع لمطالب الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على روسيا، قائلا إن موسكو "لن تتوسل إلى الغرب" من أجل رفع العقوبات.
وأكد لافروف عقب اجتماع الهيئتين القياديتين لوزارتي الخارجية الروسية والبيلاروسية في مينسك: "بحثنا علاقات روسيا وبيلاروس مع الاتحاد الأوروبي وأكدنا أننا لا نسعى إلى المواجهة"، مضيفا أن العقوبات هي طريق مسدود ومضرة من ناحية تحقيق نتائج تهدف إليها العقوبات أحادية الجانب.
وقال الوزير الروسي: "العقوبات والمواجهة ليست خيارنا"، مشيرا إلى أن هناك لحسن الحظ أصواتا أوروبية تدعو إلى السلام وحتى إلى استخلاص دروس من الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد الأوروبي.
لافروف: نأمل أن يدرك الغرب خطورة استئناف كييف عمليته العسكرية في شرق أوكرانيا
من جهة أخرى أعرب لافروف عن أمله في أن يدرك الغرب خطورة استئناف كييف عمليته الأمنية في شرق أوكرانيا.
وقال إن الأزمة الأوكرانية اندلعت بسبب انقلاب مسلح، مضيفا أن البلاد أصبحت نتيجة ذلك على حافة التفكك وانزلقت إلى حرب أهلية.
ودعا الوزير الروسي من جديد إلى إقامة حوار أوكراني شامل بمشاركة كافة المناطق وتنفيذ اتفاقات مينسك، مشيرا إلى أن كييف اتجهت إلى "خنق" جنوب شرق أوكرانيا وتهدد باستئناف استخدام القوة بدلا من إقامة اتصالات مع اؤلئكالذين رفضوا الانقلاب المسلح.
وفي هذا السياق أكد لافروف أن موسكو ستواصل بذل جهودها من أجل إصلاح منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مؤكدا رفض روسيا تحويل هذه المنظمة الأوروبية إلى "آلية لدمقرطة الفضاء الواقع إلى الشرق من فيينا".
لافروف: قلقون من عدم سعي كييف لإجراء إصلاح دستوري
وقال لافروف: "نحن قلقون من أن عملية الإصلاح الدستوري لا تعتبر حتى الآن إحدى أولويات السلطات الأوكرانية وفقا لمشروع الاتفاق حول تشكيل حكومة ائتلافية".
وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا المشروع لا ينص على ضرورة إشراك كافة مناطق أوكرانيا والقوى السياسية دون استثناء كما في بيان جنيف الصادر في 17 أبريل/نيسان والذي وقّعت عليه كييف.
وأكد لافروف أن ذلك لا يساعد على تهيئة الظروف لاستعادة ثقة جميع مواطني أوكرانيا والمضي قدما نحو الوفاق الوطني.
لافروف: نتوقع من ألمانيا المساعدة على إيجاد "حلول متوازنة" في الأزمة الأوكرانية
وبشأن زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى كييف وموسكو يوم الثلاثاء قال لافروف إن موسكو لا تتوقع من هذه الزيارة "اختراقا" في التسوية الأوكرانية، مؤكدا على أهمية مساعدة ألمانيا في إيجاد حلول متوازنة.
وأكد الوزير الروسي أن موسكو تثمّن الحوار المنتظم مع برلين.
وأشار لافروف إلى أنه من المهم أن تساعد ألمانيا باعتبارها إحدى الدول القيادية في الاتحاد الأوروبي على "إيجاد حلول تضمن توازن مواقف كافة الدول المعنية".
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أن تبادل الآراء حول تسوية الأزمة الأوكرانية سيتواصل خلال زيارة وزير الخارجية الألماني إلى موسكو.
لافروف: لن نعود إلى الاتفاقية حول القوات المسلحة التقليدية في أوروبا
وقال وزير الخارجية الروسي إن الاتفاقية حول القوات المسلحة التقليدية في أوروبا لا يمكن إحياؤها.
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تقدمت كثيرا اليوم في إقامة نظام عالمي للدفاع المضاد للصواريخ، مشيرا إلى أن "الوضع في مجال الرقابة على الأسلحة التقليدية ليس أفضل".
وشدد الوزير الروسي على أن موسكو تدعو دائما إلى "الأمن المتساوي على أساس توازن المصالح".
وقال لافروف: "يدعوننا للعودة إلى الالتزام بما يسمى الاتفاقية حول القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، لكن هذه الاتفاقية فات أوانها ولا مجال لإحيائها".
تعليق مراسلنا من موسكو
المصدر: RT + وكالات