تحل ذكرى ما يعرف بمجزرة غرغور، وليبيا تغرق في مزيد من الفوضى والعنف وانعدام الاستقرار والانقسام، فيما يتواصل الاقتتال حول ككلة وبئر الغنم جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس وفي مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية.
وسمحت السلطات الأمنية الليبية لأهالي ضحايا مجزرة غرغور بالتجمع في ميدان الجزائر وسط العاصمة لمدة ساعتين فقط لإحياء الذكرى الأولى لهذه المأساة، في حين هددت مجموعات "فجر ليبيا" المسلحة والتي سيطرت على العاصمة طرابلس بعد معارك عنيفة مع قوات تنتمي إلى الزنتان في أغسطس الماضي، بالضرب "بيد من حديد كل من يخرج في مظاهرة لإحياء الذكرى"، مضيفة في بيان لمكتبها الإعلامي أنه " يتوجه بنداء أخير وعاجل إلى كل أولياء الأمور وكل من يعنيه الأمر، بأن قوات فجر ليبيا لن تتهاون أبدا مع من يريد زعزعة أمن العاصمة، أو يثير بلابل من قفل طرقات وحرق إطارات أو ما شابه ذلك تحت أي مسمى كان".
أحداث غرغور الدامية
بدأت الأحداث تتسارع في مدينة طرابلس نهاية عام 2013 بعد أيام من وقوع اشتباكات بين مجموعات مسلحة تتبع لمدينة مصراتة وأخرى لمدينة طرابلس نتج عنها مقتل أحد قادة مصراتة الميدانيين.
الاحتقان الشديد في طرابلس من اعتداءات المجموعات العسكرية المختلفة وخاصة تلك المنتمية إلى مدن أخرى، أدى إلى تعالي الأصوات المطالبة بتنفيذ قراري المؤتمر الوطني العام رقمي 27 و54 والقاضيين بإخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة.
ساند هذا التحرك مفتي الديار الليبية الصادق الغرياني الذي أصدر فتوى قبل يوم من الأحداث بوجوب المشاركة في المظاهرات. كما ساهم في الإعداد لها بشكل نشط مجلس طرابلس المحلي الذي كان يرأسه السادات البدري مشددا على أن المظاهرة تهدف إلى إخراج جميع الكتائب وليس فقط تلك التابعة إلى مصراتة والمتمركزة في حي غرغور الراقي، والذي يضم مبان سكنية فخمة كان يقطنها القذافي وأنجاله وعدد كبير من مسؤولي نظامه.
انطلقت المظاهرات المطالبة بخروج كتائب المدن الأخرى من طرابلس عقب صلاة الجمعة، وتوجهت إلى منطقة غرغور حيث وجهت بإطلاق النار من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وإلى حدوث مواجهات عنيفة بين كتائب مصراتة المتمركزة في غرغور وجماعات مسلحة محلية.
وفيما بعد ارتفعت حصيلة القتلى لتصل إلى 56 شخصا بحسب بيان للحكومة المؤقتة التي يرأسها عبد الله الثني. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن من بدأ بإطلاق النار. وبعد صدور تهديدات من بعض قادة قوات مصراتة الميدانيين بمواصلة القتال حتى النهاية، أعلن مسؤولون محليون في مصراتة عن سحب كافة التشكيلات المسلحة التابعة للمدينة من طرابلس في غضون 72 ساعة، فيما باشرت قوات من الجيش في الانتشار في مختلف أرجاء العاصمة لحفظ الأمن.
ولم يدم هذا الوضع طويلا، حيث عادت التشكيلات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة إلى مواقعها السابقة في حي غرغور في طرابلس بعد طرد قوات مدينة الزنتان المنافسة من مراكزها في مطار طرابلس ومعسكرات أخرى بالمدينة، في هجمات شنتها قوات "فجر ليبيا" والتي قوامها تشكيلات مصراتة المسلحة إضافة إلى مجموعات أخرى مسلحة إسلامية تنتمي إلى طرابلس والزاوية ومدن أخرى.
المصدر: RT + وكالات