واتجهت المركبة "فيلة" لموقع هبوطها المسمى "اجيلكيا - Agilkia" على سطح المذنب، بعد رحلة في الفضاء استمرت 10 أعوام، بدأت في عام 2004 .
وتكللت عملية الهبوط بالنجاح رغم صعوبتها، وكتب الدكتور "آلان دافي" عالم الفلك والباحث في جامعة سوينبرن للتكنولوجيا في استراليا تدوينة، بعد انفصال لمركبة "فيلة"عن المسبار"روزيتا"، قال فيها "للأسف سطح المذنب غير مُشجّع على الهبوط، فهو ملئ بالصخور الحادة وشظايا الجليد، التي تجعل نجاح عملية الهبوط محفوفا بالمخاطر".
وكانت عملية الهبوط بطيئة، واستمرت ما يقارب 7 ساعات، ودون محركات دافعة، إلى أن نشرت "فيلة" على صفحتها على تويتر خبر وصولها إلى سطح المذنب.
"فيلة" التي لا تتجاوز بالحجم غسالة منزل، ستعطي العلماء معلومات هامة عن تركيبة المذنبات وأثر الطاقة الشمسية عليها عند مرورها بالقرب من الشمس. وقد تم تزويد "فيلة" بمعدات لفحص سطح المذنب وأخذ صور مقربة له أثناء اقترابه من الشمس.
وبحسب التفاصيل التي نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية حول مهمة "فيلة" فإن الحساسات الموجودة عليها ستقيس خصائص الكثافة والحرارة على سطح المذنب، وتحاليل الغازات ستساعد في تحديد أية مواد كيميائية موجودة على المذنب، بينما ستقدم فحوص أخرى معلومات حول الحقل المغناطيسي والتفاعل بين المذنب والرياح الشمسية (الدقائق عالية الطاقة المنبعثة من الشمس).
كما تحمل "فيلة" حفاراً بطول 20 سنتيمتراً لأخذ عينات من المذنب. ومن مهام "فيلة" الأساسية أيضاً، هي البحث عن آثار للأحماض الأمينية العضوية التي قد تقدم معلومات هامة حول تشكل المجموعة الشمسية والحياة على كوكبنا الأرض.
وبغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تحققها "فيلة"، فإن العلماء المشرفين على المهمة أعربوا عن ارتياحهم وسعادتهم بما تحقق حتى الآن، واعتبروا الهبوط على سطح المذنب بحد ذاته انجازاً تاريخياً.
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد نشرت فيديو تفاعلي ثلاثي الأبعاد يوضح مسار مهمة "روزيتا" منذ انطلاقها على الرابط هنا.
ونشرت الوكالة الأوروبية أول صورة لسطح المذنب ملتقطة بعدسات "فيلة" قبل هبوطها بمسافة 3 كيلومترات من المذنب:
وفي اليوم التالي للهبوط نشرت أول صورة تؤكد وجود "فيلة" على سطح المذنب:
وأثناء انتظار العلماء الإشارة الأولى من "فيلة" بعد انفصالها عن الأم "روزيتا"، نشرت أول صورة لـ"فيلة" بعد مغادرتها المركبة الأم وهي تفرد أرجلها الثلاث بعد مكوثها أكثر من 10 سنوات على ظهر أمها:
اكتشف المذنب "67 بي" عام 1969 وسمي نسبة إلى مكتشفيه العالمين السوفيتيين كليم تشريوموف و سفيتلانا جيرازمينكو. وأبعاده 5 كيلومتر× 3 كيلومتر، ولكن سطحه كثير التعرج وغير متجانس.
المصدر: RT + "وكالة الفضاء الأوروبية"