وأكد تقرير للمنظمة الدولية أن المقاتلين في غرب ليبيا "أظهروا لا مبالاة تامة بحياة المدنيين"، متهمة إياهم "بإطلاق القذائف المدفعية والصاروخية بشكل عشوائي على أحياء مكتظة بالسكان، وإلحاق أضرار بمنازل وبالبنية التحتية وبمرافق طبية".
ونقل التقرير عن نائبة مدير برنامج المنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسيبة حاج صحراوي قولها إن ليبيا اليوم يهيمن عليها حكم البندقية، متهمة الجماعات المسلحة غرب البلاد بشن هجمات عشوائية على المناطق المدنية وبارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بما في ذلك جرائم الحرب، "مع الإفلات التام من العقاب"، لافتة إلى أنه "في غياب المساءلة، من المرجح أن يستمر وضع حقوق الإنسان في تدهوره في ليبيا".
وأشار التقرير إلى أن "صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها منظمة العفو الدولية تبين حدوث أضرار كبيرة بالممتلكات المدنية في منطقة ورشفانة، بما في ذلك مستشفى الزهراء التي تعرضت لإطلاق الصواريخ الثقيلة. وقصفت وحدة العناية المركزة في مستشفى الزاوية أيضا بصاروخ ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص، بينهم أطباء وممرضين ومرضى وزوار".
وبهذا الصدد نقل التقرير عن حسيبة حاج صحراوي قولها "وفقا للقانون الدولي، تُحظر الهجمات العشوائية واستهداف المرافق الطبية، ويمكن أن تعد جرائم حرب. ومع ذلك، أطلق مقاتلو جميع الأطراف في هذا النزاع صواريخ غراد وقذائف مدفعية في أحياء سكنية مكتظة "، مضيفة "ثلاث سنوات من فشل السلطات الليبية في السيطرة على الميليشيات ومساءلتها عززت اعتقادهم بأنهم فوق القانون".
ونقل التقرير إفادات عن ضحايا قالوا إنهم تعرضوا "للخطف أو التعذيب أو سوء المعاملة أو للضرب بخراطيم بلاستيكية أو عصي أو قضبان معدنية أو أسلاك أو للصعق بالكهرباء والتعليق في أوضاع مؤلمة لساعات، والاحتجاز معصوبي الأعين مكبلي الأيدي لعدة أيام، والحرمان من الطعام والماء والإجبار على تحمل ظروف صحية سيئة ".
وتدور منذ أشهر بعدة مناطق غرب ليبيا معارك طاحنة بين ميليشيات مدينة الزنتان الموالية للحكومة، ومليشيات "فجر ليبيا" المتكونة من جماعات مسلحة اعتبرها مجلس النواب المنتخب مؤخرا "إرهابية".
وكانت قوات "فجر ليبيا" تمكنت من طرد قوات الزنتان من طرابلس في أغسطس بعد أسابيع من القتال الدامي، ثم امتد نطاق عملياتها إلى الغرب من العاصمة ولا سيما ضد منطقة ورشفانة.
وفي 11 أكتوبر شن مقاتلو الزنتان وحلفاؤهم من ورشفانة هجوما مضادا على جبهات عديدة في منطقة جبل نفوسة التي تبعد حوالى 100 كلم جنوب غرب العاصمة.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد نزح منذ يوليو الماضي ما لا يقل عن 287 ألف شخص داخل ليبيا عن ديارهم، في حين اضطر 100 ألف آخرون إلى الفرار خارج البلاد.
المصدر: RT+ "أمنيستي"