وأقسم الأسد ( 48 عاما) وسط تصفيق حار من النواب قبل أن يبدأ بإلقاء خطاب نقله التلفزيون الرسمي مباشرة.
واستهل الرئيس السوري كلمته بتوجيه تحية للشعب السوري الذي قال عنه إنه "تحدّى كل أشكال العدوان وحمل السلاح ونطق لسانه بالحق" في الانتخاباب الأخيرة.
واعتبر الأسد أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو/حزيران الماضي بمثابة "الرصاصة التي وجهت إلى صدور الإرهابيين" في إشارة إلى المجموعات المسلحة التي تقاتل في سورية وتسيطر على أماكن مختلفة منها.
وهاجم الأسد الدول والأنظمة التي وقفت ضده طوال السنوات الثلاث الماضية، والتي دعته إلى التنحّي عن السلطة متهما إياها "برعاية الإرهاب" ومشيرا إلى أنها "سوف تدفع الثمن عاجلا أم آجلا"، معتبرا أن "التقسيمات التي أصابت البلدان العربية كانت بتخطيط من إسرائيل والغرب وتنفيذ من هذه الدول".
إلى ذلك انتقد الأسد ما أسماه بـ "إمبراطوريات النفط" قائلا إنها "لا تساوي شيئا أمام شعب موحد وحر وكريم" قبل أن يوجه خطابا شديد اللهجة إلى المملكة العربية السعودية التي دعته إلى التنحي عن السلطة.
كما انتقد الأسد التحولات السياسية والاجتماعية التي جرت في العالم العربي رافضا أن يسميها بالربيع، قائلا "ولو كان ربيعا لانطلق من دول التخلف" حسب قوله.
وأضاف الرئيس السوري مخاطبا الشعب السوري "إن صمودكم هو الذي أعلن رسميا وفاة الربيع العربي" مؤكدا في المقابل أن سورية "مازالت حية قادرة على البناء والصمود رغم الصعوبات".
وشدد الأسد على ثباته على موقفه الذي أعلنه منذ اندلاع الأزمة السورية معتبرا أن ما تتعرض له سورية يندرج ضمن "ما تتعرض له المنطقة برمتها من خطة لتقسيمها" وتوتير الأوضاع فيها. رابطا ذلك بموقف دمشق الرافض الحرب الأمريكية على العراق سنة 2003.
وأشاد الأسد "بالانتصارات" التي حققها الجيش السوري في الفترة الأخيرة متوعدا مسلحي "الدولة الإسلامية" الذين يسيطرون على محافظة الرقة بتخليصها منهم.
ودعا الأسد إلى عدم النأي بالنفس عن الأحداث التي يمر بها قطاع غزة قائلا "من يعتقد أننا عندما ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية سوف نعيش بسلام فهو واهم" مشبّها من يفعل ذلك كمن ينظر إلى النار التي تلتهم منزل جاره دون أن يدري أنها ستأتي على منزله.
وفي ختام كلمته أشاد الرئيس السوري بمواقف الدول التي ساندته طوال فترة الأزمة السورية وقال "شكرا لإيران وروسيا والصين التي احترمت قرار الشعب السوري وسيادته" كما وجّه تحية لمقاتلي حزب الله اللبناني قائلا "تحية للمقاومة اللبنانية التي بادلتنا الوفاء بالوفاء".
وأعيد انتخاب بشار، نجل الرئيس الراحل حافظ الأسد، في 3 يونيو/ حزيران في انتخابات حصل فيها على 88.7 % من الأصوات.
تعليق المحلل السياسي ثائر إبراهيم
المصدر: RT