مباشر

ساركوزي.. من الرئاسة إلى قفص الإتهام

تابعوا RT على
 أوقف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي اليوم الأربعاء 2 يوليو/تموز رسمياً بتهمة الفساد واستغلال النفوذ بعد مثوله أمام قاضي التحقيق ليل الثلاثاء.

ويتحرى المحققون في ما إذا كان ساركوزي (59 سنة) حاول بمساعدة محاميه تييري هيرزوغ الحصول على معلومات من القاضي جيلبير إزيبير، الذي كان يحقق في قضية تمويل الحملة الانتخابية لساركوزي 2007، مقابل وعد بمنحه منصبا بارزا في موناكو.

ووجه القضاء الفرنسي اتهاما رسميا للرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، في قضية استغلال النفوذ، وجرائم أخرى تتعلق بتسريبات بشأن رشى خاصة بحملته الانتخابية.

وكانت المحكمة قد وجهت الاتهام أيضا إلى تييري هيرزوغ محامي ساركوزي والى المحامي العام في محكمة النقض جيلبير إزيبير.

كما يتقصى المحققون في إطار تحقيق قضائي فتحته النيابة العامة الوطنية المالية في 26 فبراير لمعرفة ما إذا كان ساركوزي أبلغ بصورة غير قانونية بخضوعه للتنصت.

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد نشرت في مارس/آذار الماضي أن القضاء الفرنسي قد أخضع ساركوزي للتنصت في 2013 في قضية اتهامات بتمويل حملته الانتخابية في 2007 من قبل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بحسب ما افادت صحيفة "لوموند" الجمعة.

ويشار إلى أن هذا التطور القضائي حصل في وقت كان الجميع ينتظر إعلان عودة ساركوزي إلى العمل السياسي حيث سيحاول استعادة رئاسة حزبه "الاتحاد من اجل حركة شعبية" المعارض والذي بدوره يتخبط في أزمة غير مسبوقة نتيجة فضيحة فواتير مزورة.

 قضية تمويل القذافي لحملة ساركوزي الإنتخابية

ويواجه ساركوزي ومستشاره القانوني رسميا تحقيقات الفساد المرتبطة بتلقيه 50 مليون يورو من نظام معمر القذافي لتمويل حملته الرئاسية، بعد ليلة من استجوابه من قبل مسؤولين قضائيين.

حيث صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فال لمحطة (بي إف إم) التلفزيونية اليوم قائلا إن "الموقف خطير والحقائق أخطر.. لائحة الاتهام تتضمن قاضيين رفيعي المستوى ومحاميًّا والرئيس السابق. لكن كرئيس للحكومة أطالب باحترام استقلال النظام القضائي، وممارسة عمله دون ضغوط. الأمر الثاني أنه لا يوجد أحدٌ فوق طائلة القانون. وثالثًا، ينبغي أن نذكرهم بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته".

وبالعودة إلى الماضي فقد كانت القناة الفرنسية الثالثة قد بثت في يناير/كانون الثاني من هذا العام مقابلة صوتية بين الصحافية دلفين مينوي والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحساب صحيفة لو فيغارو الفرنسية وأثار ضجة في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية.

وأجريت المقابلة عندما كان يبدو أن القوات الموالية للقذافي، متفوقة بعد شهر على اندلاع الانتفاضة، بينما كانت باريس قد اعترفت رسمياً قبل أيام بالمعارضة.  وردًا على سؤال عمّا اذا كان يشعر أنه تعرض للخيانة، قال القذافي إن "ساركوزي مصاب بخلل عقلي.. بفضلي انا وصل الى الرئاسة". 

وأضاف: "نحن الذين قدمنا له الأموال التي أتاحت له الفوز". وتابع القذافي "جاء لمقابلتي عندما كان وزيراً للداخلية وطلب مني دعماً ماليا".

وردا على سؤال عن سبب تمويله ساركوزي، قال القذافي: "بالنسبة لنا نحن الليبيين، اذا فاز رئيس الجمهورية الفرنسية في الانتخابات بفضل اموالنا فهذا مكسب فعلاً"، من دون أن يذكر قيمة التمويل ولا تفاصيل عن طريقة دفعه.

بدوره كان موقع "ميديا بارت" قد نشر بين دورتي انتخابات 2012 الرئاسية وثيقة تشير إلى قرار القذافي دفع 50 مليون يورو لحملة ساركوزي الانتخابية، نقلها بشير صالح مدير مكتب العقيد آنذاك. فيما ينفي ساركوزي هذه الإتهامات منذ أبريل/نيسان 2013.

قضية تمويل صاحبة شركة لوريال للحملة الإنتخابية

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013 أسقط القضاء الفرنسي تهما ضد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي متعلقة بتمويل غير شرعي لحملته الانتخابية في 2007.

وكان ساركوزي قد اتهم في مارس/آذار بالإستفاد من سخاء المرأة الأكثر ثراء في فرنسا صاحبة شركة لوريال ليليان بيتنكور عندما أظهرت فحوصات طبية بان هذه المرأة البالغة التسعين من العمر تعاني من الخرف منذ ايلول/سبتمبر 2006.

وبحسب صحيفتي "لو موند" و "سود أويست" أحيل حينها عشرة من المتهمين الـ 11 الآخرين في إطار هذه القضية بينهم وزير الموازنة السابق اريك فيرت على المحكمة الجنائية.

ساركوزي ثاني رئيس فرنسي يلاحقه القضاء بعد فقدانه الحصانة الرئاسية


وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية منذ صدور الدستور المؤسس للجمهورية الخامسة في فرنسا في 1958 التي يوجه فيها اتهام قضائي إلى رئيس دولة سابق بعد جاك شيراك الذي أدين في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس.

فبعد فقدانه الحصانة القضائية التي كان يضمنها له منصبه كرئيس للجمهورية دخل جاك شيراك قفص الاتهام وحكم عليه في 2011 بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بعد ثبوت التهمة بحقه.

نبذة عن الرئيس الفرنسي ساركوزي

نيكولا ساركوزي (59 عاما) رئيس الجمهورية الفرنسية بالفترة من 16 مايو/أيار 2007 حتى 15 مايو/أيار 2012، وهو من أصول مجرية يهودية، نشأ في باريس، حيث تقلد منصب وزير داخلية ورئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي أسسه جاك شيراك.

واستطاع ساركوزي أن يفوز في الانتخابات الفرنسية في عام 2007 بنسبة 53.2 % من أصوات الناخبين الفرنسيين ليصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية خلفا للرئيس جاك شيراك.

ويعتبر ساركوزي منذ سنوات الرجل القوي في اليمين الحاكم الفرنسي، وهو من الداعين إلى القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث 'تغيير عميق' في البلاد. 

المصدر: RT + "وكالات"

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا