اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأحداث في أوكرانيا ليست مظهرا من مظاهر النزعات الجديدة، بل تتويج لنهج الدول الغربية المعادي لروسيا.
وقال لافروف الأربعاء 4 يونيو/حزيران خلال لقاء المجلس الروسي للشؤون الدولية إن "ما حدث في أوكرانيا لم يصبح مظهرا لنزعات جديدة من حيث المبدأ، بل على الأغلب بات تتويجا للنهج الذي يمارسه شركاؤنا الغربيون على مدار سنوات كثيرة بحق روسيا".
وأضاف:"عادة اعتبار الروس غرباء موجودة لدى أوروبا الغربية منذ مئات السنين، وذلك بغض النظر عن أننا نُعتبر، على الأقل في القرون الثلاثة الأخيرة، جزءا لا يتجزأ من الثقافة والسياسة الأوروبية. والمراحل التي عملت بها روسيا بفاعلية أكبر في الأمور الأوروبية العامة هي بالذات، وصفت بالمستقرة والهادئة في القارة. ولا توجد رغبة الآن بالتفكير في سبب فشل إقامة شراكة حقيقية مع أوروبا، إذ من الواضح أن الاختلافات في وجهات النظر، والتجربة التاريخية، والتقاليد، وأخيرا الحجم العملاق لبلدنا، كلها تلعب دورا في ذلك".
وأكد الوزير أن "نهج اعتبار روسيا منافسا وليس شريكا استمر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وعمليا، استمر ولو بشكل أكثر مرونة نهج كبح بلادنا. ومن المدهش أنهم حتى بدأوا باستخدام تبرير أن الاتحاد السوفيتي وإديولوجيته الشيوعية كان يبقى في إطار نظام الإيديولوجيات الذي أنتجه الغرب في الوقت الذي ترجع فيه روسيا الجديدة إلى قيمها التقليدية المتجذرة في الأرثوذكسية".
وأعلن الوزير الروسي أن "الحديث بالطبع ليس حول ذلك فقط، ففي الوقت الأخير يظهر بشكل أكثر وضوحا التناقض بين تعزيز التعددية القطبية بشكل موضوعي، وبين سعي الولايات المتحدة والغرب التاريخي للحفاظ على مواقف الهيمنة المعتادة، وبين التنوع الثقافي والحضاري للعالم المعاصر، وبين محاولات فرض مدرسة القيم الغربية على الجميع، والتي بالمناسبة باتت تبتعد أكثر فأكثر عن جذرها المسيحي الخاص، أي باتت أقل تقبلا من أتباع الديانات الأخرى. كما أثرت أيضا رغبة النخب الغربية في إظهار أن نزعة انخفاض وزن الغرب النسبي في ميزان القوى العالمية في الآونة الأخيرة لا يعتبر بلا رجعة".
المصدر: RT + "انترفاكس"