قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على رفع حجم إنتاج النفط بشكل مفاجئ بكميات تؤدي إلى انخفاض أسعاره في الأسواق العالمية، وبالتالي إلحاق ضرر بالاقتصاد الروسي.
ولكن بوتين استبعد أن تقوم السعودية بمثل هذه الإجراء لخفض أسعار النفط بهدف الإضرار بالاقتصاد الروسي، لأن ذلك سينعكس عليها سلبيا أيضا.
وقال بوتين في حوار مباشر أجاب فيه عن أسئلة طرحها مواطنون روس من جميع أنحاء روسيا اليوم الخميس 17 أبريل/نيسان قال: "لا أعتقد أن أصدقاءنا السعوديين سيقومون بتغيير مفاجئ مما سيضر بهم وبالاقتصاد الروسي"
ولفت بوتين إلى وجود علاقات طيبة جدا بين روسيا والسعودية بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر بخصوص الأزمة السورية.
تصريحات الرئيس الروسي جاءت ردا على سؤال عن مدى الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد الروسي، في حال تم خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية عن طريق زيادة الإنتاج، كأداة وصفتها الولايات المتحدة بالفعالة للضغط على روسيا فيما يخص الأزمة الأوكرانية.
وقال بوتين إن الميزانية السعودية وضعت على أساس أسعار نفط تتراوح ما بين 85 و90 دولارا للبرميل، أما في روسيا فوضعت الميزانية على أساس 90 دولارا للبرميل، وهذا يعني في حال انخفضت الأسعار تحت مستوى 85 دولارا للبرميل فإن ذلك سيضر بالسعودية وستواجه مصاعب في الميزانية، مشيرا إلى أن انخفاض سعر النفط إلى مستوى 85 دولارا للبرميل لا يعد أمرا كارثيا بالنسبة لروسيا، في حين ستتأثر السعودية بذلك أكثر.
كما لمح الرئيس إلى أن السعودية تدخل ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ورفع حجم الإنتاج بالنسبة للمنظمة لا يعد أمرا سهلا.
بوتين: خفض سعر النفط سيقضي على مشاريع النفط الصخري الأمريكية وبالتالي انخفاض الطلب على الدولار
على صعيد متصل أشار بوتين إلى أن خفض أسعار النفط قد تقضي على مشاريع النفط الصخري الأمريكية وبالتالي سيهوي الطلب على الدولار.
وقال بوتين إن الولايات المتحدة تقوم حاليا بتطوير إنتاج النفط والغاز الصخريين، وإن مستوى الربحية في هذه المشاريع عال جدا، لأنها مشاريع مكلفة للغاية، وفي حال خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية فإن هذه المشاريع ستصبح غير مجدية اقتصاديا وخاسرة. وأضاف أن هذا القطاع الوليد من الممكن أن يموت، كما لفت إلى أن النفط يباع في الأسواق العالمية بالدولار وفي حال هبط سعر النفط فإن الطلب على الدولار سينخفض بشدة وسيفقد الدولار قيمته كعملة عالمية.
بوتين: أوروبا غير قادرة عن التخلي عن الغاز الروسي دون إلحاق ضرر باقتصادها
وعلى الصعيد الأوروبي وأزمة الغاز الأوكرانية أكد بوتين أن أوروبا لا تستطيع التخلي عن توريدات الغاز الروسي دون المساس بمصالحها الاقتصادية.
وأعرب الرئيس بوتين عن قلقه إزاء تعقيد نقل الغاز عبر أراضي أوكرانيا، ولكنه في نفس الوقت يأمل بالتوصل إلى حل ناجح لهذه المصاعب.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية تؤمن نحو 34% إلى 35% من احتياجاتها من الغاز من توريدات الغاز الروسي، ومن غير الممكن أن تقوم بالتوقف عن استيراد الغاز من روسيا.
وأورد الرئيس الروسي مثالا على ذلك فنلندا حيث قال: "جارتنا الطيبة فنلندا التي تتلقى نحو 90% من احتياجاتها الغازية من روسيا، وبعض دول أوروبا الشرقية تتلقى من روسيا ما بين 60% إلى 70% من حاجاتها إلى الغاز، هل يمكن أن تتوقف عن استيراد الغاز؟ هذا من وجهة نظري أمر غير منطقي قطعيا، فقط في حال قررت إلحاق الأذى بنفسها، وأنا لا استطيع أن اتصور ذلك"
بوتين: إيرادات روسيا من النفط بلغت 194 مليار دولار ومن الغاز 28 مليار دولار في 2013
كشف الرئيس الروسي أيضا عن أن الجزء الأكبر من إيرادات الميزانية الروسية في عام 2013 أتى من مبيعات النفط وليس من مبيعات الغاز حيث تراوحت إيرادات النفط ما بين 191-194 مليار دولار، في حين بلغت مبيعات الغاز ما قيمته 28 مليار دولار.
المصدر: RT + وكالات