أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الأربعاء 2 أبريل /نيسان تعليق تعاونها مع الجانب الروسي على خلفية تطورات الأزمة في أوكرانيا. ويشمل القرار تعليق جميع مسارات التعاون الثنائي في مجال الفضاء (زيارات متبادلة لموظفين روس وأمريكيين، وتبادل الرسائل الإلكترونية أو إجراء مؤتمرات عبر السكايب بين الجانبين)، باستثناء التعاون في الأنشطة المتعلقة بعمل محطة الفضاء الدولية التي يتكون طاقمها الحالي من ستة رواد فضاء منهم ثلاثة روس وأمريكيان وياباني.
يجدر الذكر أن القرار لم يرق لموظفي "ناسا" نفسها الذين أشاروا إلى ضرورة إبقاء التعاون العلمي بين البلدين خارج السياسة.
مسؤول روسي رفيع: لا نعاني من تبعية جدية للولايات المتحدة
هناك بين الخبراء الروس من يعترف بأن خطوة الوكالة الأمريكية ستؤثر سلبا على النشاطات الفضائية الوطنية، لا سيما جراء تقلص الفرص أمام روسيا للانضمام إلى مشروعات دولية كبيرة في مجال الفضاء وانسحاب أكبر مستهلك لخدمات مركبة "سويوز" الفضائية الروسية.
لكن مسؤولا رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه في وكالة الفضاء الروسية أكد يوم الخميس 3 أبريل /نيسان، أن روسيا لا تعاني من تبعية جدية للولايات المتحدة في النشاطات الفضائية، قائلا: "نحن نعرف كيف نحلق وعلى أي مركبات نحلق وماذا نعمل".
المحطة الدولية.. مشروع مشترك فريد بين البلدين في مجال الفضاء
أما دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي فقد أشار سابقا إلى أن التعاون الروسي الأمريكي في مجال الفضاء كان في كل الأحوال منحصرا على العمل المشترك في محطة الفضاء الدولية، ولذلك يعتبر الكثير من الخبراء في قرار ناسا خطوة رمزية إلى حد كبير، علما أن المحطة الدولية التي تعتبر "مختبرا" تبلغ قيمته 100 مليار دولار ويتبع لـ15 دولة، تبقى إلى حد الآن المشروع الكبير الوحيد في مجال الفضاء الذي يقع تحت إدارة مباشرة من روسيا والولايات المتحدة.
من جانب آخر لا تزال روسيا تحافظ على "الاحتكار" في نقل رواد الفضاء والشحنات إلى المحطة الدولية منذ إغلاق برنامج "المكوك" الأمريكي الشهير قبل 3 سنوات. وفي السنة الماضية وحدها دفعت "ناسا" 424 مليون دولار لروسيا مقدما مقابل نقل ستة رواد فضاء أمريكيين إلى المحطة في عام 2016. أضف إلى ذلك اعتماد الصواريخ الناقلة الأمريكية على المحركات الروسية الصنع في نقل مركبات من طراز "أطلس" و"أنتارس".
وعلى الرغم من أن المسؤولون في "ناسا" قد أعلنوا نية الجانب الأمريكي تقليص اعتماد البلاد على الشراكة مع روسيا إلا أن أية خطوات في هذا الاتجاه ستتطلب وقتا ومبالغ مالية ضخمة.
المصدر: RT + وكالات