صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تأخذ على محمل الجد المعلومات عن تدبير هجمات تهدف الى إحباط عملية إتلاف الكيميائي السوري.
وقال لافروف ردا على سؤال مراسل قناة RT حول إعلان دمشق عن كشفها عن مخطط إرهابي لشن هجمات جديدة باستخدام السلاح الكيميائي، قال: "إننا نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد ونعمل مع الولايات المتحدة لكي تستخدم نفوذها لمنع وقوع مثل هذه الاستفزازات"، مشيرا الى أنه توجد لدى موسكو كذلك معلومات أخرى عن تدبير مسلحين هجمات تهدف الى إحباط عملية إتلاف الترسانة الكيميائية السورية.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيقولاي بورديوجا في موسكو يوم الخميس 3 أبريل/نيسان أن هناك كثيرين يرغبون في تدخل خارجي في سورية، وهم يبحثون عن مختلف الذرائع لذلك.
وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية قال لافروف أيضا إن "موقفنا ينطلق من ضرورة وضع حد لمظاهر الارهاب فورا"، لكن روسيا لا ترى بعد "اجراءات فعالة من قبل اللاعبين الخارجيين تهدف الى قطع دابر خطر الارهاب في سورية".
منظمة معاهدة الأمن الجماعي تدين أعمال العنف في كسب
عبّر وزراء خارجية دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي عن القلق البالغ بشأن التصعيد الخطير للوضع شمالي غرب سورية نتيجة المواجهات بين القوات الحكومية السورية والمجموعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
وأوضح بيان لوزراء خارجية المنظمة أن هذه المواجهات أدت إلى سقوط ضحايا، وإلى نزوح آلاف من أهالي مدينة كسب التي تقطنها أغلبية من الأرمن.
ودان البيان بحزم الأعمال الإرهابية المرتكبة واستخدام القوة ضد المدنيين، مشيرا إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف، وضمانة عودة اللاجئين في ظروف آمنة. كما أكد البيان الثقة في إمكانية تطبيع الوضع بشرط استبعاد التدخل من الخارج وأعمال العنف، وذلك من خلال حوار سياسي موسع يأخذ في الاعتبار مصالح جميع السوريين بمعزل عن القومية والدين والانتماء.
ودعا بيان وزراء خارجية دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، كل الأطراف المعنية وتلك المشاركة في النزاع إلى العمل بصرامة وفقا للقانون الدولي لصالح الوقف الفوري لسفك الدماء وللتوصل إلى تسوية سياسية سلمية في سورية على أساس إعلان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012.
لافروف: ليس التصعيد مع الناتو من مصلحة دول المنظمة
هذا وأكد لافروف أن تصعيد المواجهة مع أي طرف كان، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي، ليس من مصلحة منظمة معاهدة الأمن الجماعي. كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أنه "لن يقدم أحد على تأجيج المواجهة، وبخاصة في مثل هذه المنطقة البعيدة عن الناتو".
وأضاف لافروف أن منظمة المعاهدة كانت تقترح على الناتو، وعلى مدار سنين طوال، التعاون في مكافحة تهريب المخدرات من أفغانستان، على اعتبار أن الناتو كان يعمل داخل هذه البلاد في إطار قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن، بينما منظمة معاهدة الأمن كانت تجري عمليات خارجها لاعتراض شحنات المخدرات ومنع تسرب تدفقات مالية ومهاجرين غير شرعيين عبر الحدود. وبهذا الصدد أعرب الوزير الروسي عن أسفه لأن الناتو أعرض باستمرار عن هذا التعاون.
وتطرق لافروف إلى بيان صدر عن اجتماع وزراء خارجية منظمة معاهدة الأمن في شأن أفغانستان، واصفا إياه بالدعم السياسي الخارجي للخطوات العملية التي تتخذها الدول الأعضاء في المنظمة لضمان أمنها. وأشار لافروف إلى أن الحديث يدور عن الوضع الذي يعيشه البلد الواقع بجوار منطقة مسؤولية المنظمة على أبواب الانتخابات الرئاسية.
وقال الوزير الروسي إن البيان يتضمن تقييما للوضع الأفغاني ويرسم خطوات الدول الأعضاء لمواجهة التهديدات (بما في ذلك تهريب المخدرات) الآتية من أفغانستان، وما يترتب عن ذلك من المخاطر المحدقة بالاستقرار الدولي والإقليمي.
من جانبه أعلن نيقولاي بورديوجا الأمين العام للمنظمة أنه من المجدي أن تكثف المنظمة العمل على إقامة علاقات اوثق مع منظمة شنغهاي للتعاون، وإقامة اتصالات مباشرة مع القيادة الافغانية على المستوى المركزي وعلى مستوى المناطق الحدودية، والعمل بنشاط أكبر مع الصين في شأن المسائل الأمنية المحددة التي تقلق المنظمة وبكين.
وأضاف بورديوجا أنه يرى من المفيد إقامة اتصالات مع منظمات دولية أخرى معنية بالأمن في المنطقة الآسيوية وفي مناطق أخرى، مشيرا إلى أن "هذه الإجراءات أكد عليها الوزراء اليوم، ونحن سننفذها آخذين في الاعتبار الأوضاع المحيطة اليوم بروسيا الاتحادية وبمنطقة نشاط منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
منظمة معاهدة الأمن الجماعي تأمل بنجاح الانتخابات الرئاسية في أفغانستان
أعربت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي عن أملها في أن يجري التصويت في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان بنجاح، مع مراعاة القواعد التشريعية وجميع متطلبات الأمن والنظام.
وشدد إعلانٌ صادر عن وزراء خارجية دول المنظمة على "التمسك ببناء أفغانستان شريكا إقليميا مسؤولا مسالما، وذا سيادة وغير منحاز، ودولة باقتصاد مزدهر، متحررة من الإرهاب وإجرام المخدرات".
وعبّر وزراء خارجية دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في إعلانهم عن الثقة في اتخاذ الحكومة الأفغانية بمساعدة المجتمع الدولي، كل ما يلزم من إجراءات من أجل إتاحة الإمكانية لجميع الراغبين في المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية المقررة في 5 من أبريل/نيسان الجاري.
كما حث الإعلان على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية، تنال نتائجها الاعتراف بشرعيتها، وتعكس إرادة معظم سكان البلد، مضيفا "نعول على أن تسهم نتائج التصويت في تعزيز السلام بالبلاد وفي تكاتف الأمة الأفغانية، وأن يواصل الرئيس الأفغاني المنتخب نهج البناء الاقتصادي والسياسي والتنموي للدولة، ونهج المصالحة ورفع المستوى المعيشي للشعب الأفغاني".
لافروف: على سلطات كييف أن تعمل بحزم أكثر لمكافحة المتشددين
كما أعلن لافروف أن المشاركين في الاجتماع تبادلوا وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا، مشيرا إلى وحدة موقفهم فيما يتعلق بضرورة قطع دابر المتشددين ومنع مواصلة عربدتهم، ونزع سلاح المليشيات غير الشرعية في أسرع وقت ممكن.
هذا وأشار الوزير الروسي إلى أن الإجراءات التي تتخذها السلطات الحالية في كييف في تعاملها مع المتشددين تأتي في الاتجاه الصحيح، لكنه دعا إلى أن تكون هذه الإجراءات أكثر حزما.
كما أعرب لافروف عن اعتقاد وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة بضرورة تطبيع الأوضاع الاجتماعية السياسية في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، مما يقتضي إجراء إصلاح دستوري جذري يراعي مصالح جميع الأقاليم وحقوق جميع الأقليات في أوكرانيا.
هذا وعلق لافروف على تصريحات مسؤولين في كييف عن تورط عناصر القوات الخاصة "بيركوت" في قتل عشرات المتظاهرين في ميدان الاستقلال في أحداث 20 فبراير/شباط الماضي. وبهذا الصدد قال وزير الخارجية الروسي إن هذه التصريحات "تنافي عددا هائلا من الشهادات"، مضيفا أن عملية كشف الحقيقة في قضية القناصة يجب أن تكون شفافة ومتكاملة".
المصدر: RT + "ايتار - تاس"