أعلن مندوب روسيا الدائم لدى فرع منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية في جنيف أليكسي بورودافكين أن خطط فرض حكومة كييف غير الشرعية على القرم مخالفة لإرادة شعبها محكوم عليها بالفشل.
وفي مداخلة له أثناء المناقشة العامة التي أجراها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وصف بورودافكين الوضع في أوكرانيا من هذه الزاوية بأنه خطير، مشيرا إلى أن البلاد شهدت منذ بداية الأزمة حالات عديدة لأعمال القتل والتعذيب والاعتقالات التعسفية والإعدام، يقف وراءها مسلحون من نشطاء "الميدان".
تسلط المتطرفين وتقييد الحريات
وشدد المندوب الروسي على أن موجة العنف تجتاح المناطق الشرقية من أوكرانيا، حيث أسفرت نشاطات تنظيم "القطاع الأيمن" المتطرف واعتداءات المسلحين من مؤيدي سلطات كييف الجديدة على المتظاهرين عن وقوع قتلى ومصابين.
AFPوأضاف بورودافكين أن أوكرانيا تشهد حاليا موجة من القمع السياسي ضد الأحزاب المناهضة لسلطات كييف، مع تعرض ممثليها، إلى جانب الصحفيين المعارضين، للضغط النفسي والعنف، والاستيلاء على المحطات التلفزيونية ومنع بث القنوات الروسية في أراضي أوكرانيا، الأمر الذي يقيد حرية وسائل الإعلام.
AFPهذا وأعرب المندوب الروسي عن شدة قلقه من أنباء عن بسط القوميين المتطرفين سيطرتهم على مخازن للأسلحة، ما أدى إلى سرقة أكثر من 5000 بندقية آلية وغيرها من الأسلحة التي يمكن أن تستخدم ضد مدنيين.
بورودافكين: روسيا لم تتدخل في القرم ولا تتدخل في أي جزء من أوكرانيا
وأعلن بورودافكين أن روسيا في هذه الظروف ستدعم لجان الدفاع الشعبي التي وقفت إلى جانب السكان لحمايتهم من هجمات المتطرفين، لكن روسيا، لم تتدخل لا في القرم ولا في أية منطقة أخرى من أوكرانيا، خلافا لما تزعمه كييف.
AFPهذا وأشار المندوب الروسي إلى خطوات على أوكرانيا أن تتخذها كي تستعيد استقرارها، هي احترام تقرير شعب القرم لمصيره عبر انضمام الإقليم إلى روسيا بناء على نتائج الاستفتاء الأخير؛ احترام مصالح شعب أوكرانيا متعدد الجنسيات وتطلعه إلى الحياة الآمنة وفقا لتقاليده وعاداته، واستخدام اللغة الأم والتمتع بعلاقات واسعة مع أبناء جلدته خارج البلاد؛ وقف التواطؤ مع حملة الأفكار النازية الجديدة ومنع محاولاتهم لزعزعة استقرار المناطق الشرقية من البلاد، وسحب الأسلحة غير الشرعية من المواطنين وإخلاء المباني والشوارع التي تم الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى ضرورة التحقيق في جميع حوادث العنف التي وقعت في أوكرانيا في أواخر العام الماضي وبداية العام الجاري.
بورودافكين: لا حل دون تحول أوكرانيا إلى دولة فيدرالية
كما لفت بورودافكين إلى ضرورة عقد جمعية دستورية بتمثيل متساو لجميع الأقاليم لإعداد دستور جديد يجعل أوكرانيا دولة فيدرالية ديمقراطية تصون حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية. وأشار المندوب الروسي إلى أهمية منح اللغة الروسية صفة لغة رسمية ثانية إلى جانب الأوكرانية، ومنح الأقاليم صلاحيات واسعة في إدارة شؤونها الاقتصادية والاجتماعية والمالية والتعليمية، وعلاقاتها مع الأقاليم الأخرى لضمان حماية حقوق الأقليات، بالإضافة إلى وجوب ضمان انتخاب السلطات التشريعية والتنفيذية عبر التصويت، ومنع تدخل الدولة في شؤون الكنيسة والعلاقات بين الطوائف الدينية.
وقال بورودافكين إن الشروط المذكورة تشكل أساسا مناسبا لتعاون روسيا مع "تلك الدول التي تريد أن تساهم في حل الأزمة الأوكرانية عملا لا قولا".
المصدر: RT + "إيتار - تاس"