تمرّ الأيام إثر اختفاء طائرة الركاب الماليزية في 8 مارس /آذار دون أن تتضّح أسباب الحادث الذي مازال لغزا كبيرا في تاريخ حوادث الطيران. صحيح أن عقم الجهود التي تم بذلها حتى الآن بحثا عن بقايا الطائرة في مياه البحر جاء معززا لاحتمالات الاختطاف أو التخريب (أي إسقاط الطائرة) مقابل فرضية الكارثة الجوية العادية. ومما دعم مؤخرا مثل هذه الشبهات قول مسؤولين ماليزيين إن شخصا ما قام بتعطيل نظام الاتصالات قبل وصول آخر رسالة من قمرة قيادتها.
"تصبحون على خير"
كل ما يعرفه المحققون وما أكده رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق السبت 15 مارس /آذار أن شخصا ما غيّر مسار الطائرة بشكل متعمد بعد ساعة تقريبا من إقلاعها من مطار كوالالمبور باتجاه العاصمة الصينية بيكين، لتحلّق بمسار آخر باتجاه المحيط الهندي. أما الرسالة الأخيرة التي حصل عليها المراقبون الجويون فكانت "إذا تصبحون على خير"، وهي جملة غير عادية في اتصالات من هذا النوع. هذا واكتشف محققون أن جهاز الاتصال المخصص لنقل المعلومات عن التحليق تم إغلاقه، لكن الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الماليزية أحمد جوهري يحيى أفاد اليوم الاثنين 17 مارس /آذار بأن الشركة لا تعرف تماما إن كان إغلاق الجهاز حصل قبل أو بعد آخر اتصال بالطائرة.
فيما نقلت صحيفة "نيو سترايتز تايمز" الماليزية عن محققين قولهم إنه بعد تغيير المسار خفّضت الطائرة ارتفاع تحليقها إلى 1.5 ألف متر، كي لا تستطيع الرادارات التي تتابع الرحلات التجارية رصدها، وذلك في منطقة خليج البنغال.
أثر "طالبان" غير مستبعد
من جهتها أفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم الاثنين 17 مارس /آذار أن المحققين الماليزيين يدرسون فرضية توجه الطائرة الماليزية المفقودة إلى مناطق أفغانية أو باكستانية تسيطر عليها حركة "طالبان". ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من لجنة التحقيق أنها تنتظر الحصول على إذن من الجهات الدبلوماسية في كل من كابل وإسلام آباد للتحقيق في هذا الاحتمال. من جانبهم أكد ممثلون عن الطيران المدني الباكستاني أن نتائج فحص تسجيلات الرادار لم تساعد في إيجاد آية آثار للطائرة المفقودة.
بينما تواصل أجهزة التحقيق جمع معلومات عن قائد الطائرة المفقودة ومساعده، أملا أن يساعد ذلك على تحقيق تقدم في الكشف عن طبيعة الحادث.
المصدر: RT