أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء 12 مارس /آذار اتصالا هاتفيا مع نائب البرلمان الأوكراني عن حزب "باتكيقشينا" (الوطن)، أحد زعماء تتار القرم مصطفى جميلوف.
وبحث بوتين مع جميلوف الذي ترأس منظمة "المجلس الوطني لتتار القرم" منذ تأسيسها مطلع تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2013 الوضع في القرم قبل أيام من إجراء الاستفتاء المرتقب حول الانضمام المحتمل إلى روسيا.
هذا وفي حديث لإحدى القنوات التلفزيونية الروسية أفاد جميلوف بأن "تتار القرم ينطلقون من أن القرم يبقى جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا"، فيما أكد الرئيس الروسي له احترام موقفه لكنه دعاه إلى انتظار نتائج إدلاء الناخبين بآرائهم.
جميلوف لبوتين: لن تكون ثمة استفزازات من طرفنا
وأضاف جميلوف أنه أكد لبوتين اهتمام تتار القرم بتجنب أي مواجهات عنيفة: "قلت إنه لن تكون ثمة استفزازات من طرفنا، فنحن حريصون كل الحرص على منع إراقة الدماء هناك".
كما أكد جميلوف أن الرئيس الروسي قال له إنه سيعمل ما في وسعه لضمان أمن الأقلية التترية.
شايمييف: ضمان حقوق تتار القرم بعد الاستفتاء ضرورة ملحة
هذا وفي اليوم نفسه أجرى جميلوف لقاء مع الرئيس السابق لجمهورية تتارستان الروسية مينتيمير شايمييف الذي نظم زيارته إلى موسكو واتصاله مع بوتين. وفي تصريح صحفي فسر شايمييف تحفظ جميلوف إزاء الاستفتاء في القرم بأنه يعد نائبا في البرلمان الأوكراني وهو قلق على وحدة أراضي أوكرانيا.
وأشار شايمييف إلى أهمية ضمان حقوق التتار كقومية أصلية في شبه جزيرة القرم بعد إجراء الاستفتاء. وبهذا الصدد لفت رئيس تتارستان السابق إلى أنه في حديث معه أبدى جميلوف موقفا إيجابيا تجاه القرار الذي اتخذه برلمان القرم حول توسيع حقوق الشعب التتاري ورفع وضعه القانوني وتعزيز تمثيله في أجهزة السلطة المحلية.
"العامل التتاري"
ويشير مراقبون إلى أهمية "العامل التتاري" بالنسبة إلى مستقبل القرم السياسي، وذلك لأسباب عدة، منها الثقل الديموغرافي في مجموع تعداد سكان شبه الجزيرة إذ يشكلون نحو 12% من اجمالي السكان. ناهيك عن أن الكثير من التتار يقطنون في عاصمة القرم مدينة سمفيروبول، حيث شكل ممثلو التتار الجزء الأكبر من المتظاهرين الذين اشتبكوا مع أنصار انضمام القرم إلى روسيا 26 فبراير /شباط الماضي.
وفي 11 مارس /آذار أصدر برلمان القرم قرارا يقضي بمنح تتار القرم ضمانات لإعادة حقوقهم وتكاملهم مع المجتمع.
ويشير نص الوثيقة إلى ضرورة أن يتضمن الدستور الجديد لجمهورية القرم عددا من الضمانات منها إعطاء لغة تتار القرم صفة لغة رسمية إلى جانب اللغتين الروسية والأوكرانية؛ وضمان تمثيلهم في المجالس البلدية وغيرها من أجهزة الإدارة، والاعتراف بالآليات الإدارية الخاصة بتتار القرم ومنها المؤتمر القومي لشعب التتار "كورولتاي".