أعلنت لجنة الانتخابات في السلفادور الخميس 13 مارس/آذار فوز سانشيز سيرين الزعيم السابق للمتمردين الماركسيين، في الانتخابات الرئاسية وذلك بفارق ضئيل للغاية.
وفي الوقت نفسه، أشارت اللجنة الى أنها تترك لمنافس سيرين وهو المرشح المحافظ نورمان كيخانو الحق في تقديم شكوى ضد القرار، مضيفة أنها لا تستطيع أن تعلن سيرين رئيسا للبلاد بشكل رسمي، حتى يحسم كيخانو أمره بشأن نتائج الانتخابات.
وكانت اللجنة قد أجلت الأحد الماضي الإعلان عن نتائج الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، موضحة أنه على الرغم من الانتهاء من فرز الأصوات، يجب التدقيق في النتائج مرة أخرى، قبل الإعلان عنها.
وكان كيخانو قد دعا الى إجراء جولة جديدة من الاقتراع، بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات تقدم سيرين بفارق لا يتجاوز 7 آلاف صوت. لكن لجنة الانتخابات رفضت هذه الدعوة.
وفي حال الإقرار بفوز سيرين في الانتخابات نهائيا، سيصبح أول ممثل للمتمردين السابقين يترأس السلفادور.
وكان سيرين يشغل منصب نائب الرئيس في عام 2009، عندما كان كيخانو عمدة للعاصمة سان سلفادور.
ويمثل سيرين "جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني" وهي تحالف لقوات المتمردين تشكل مطلع ثمانينات القرن الماضي، وواصل القتال المسلح ضد الحكومة حتى عام 1992، عندما وقع الطرفان اتفاق سلام، أدى الى نزع السلاح عن مقاتلي الجبهة وتحويلها الى حزب يساري مسجل شرعيا، وهو الآن أحد الحزبين الرئيسيين في البلاد.
فارابوندو مارتي بنكهة عربية ...
يذكر أن جبهة التحرير الوطني في السلفادور "فارابوندو مارتي" تأسست في عام 1980، وهي تحمل اسم القائد الشيوعي السلفادوري الذي أعدم رميا بالرصاص في سنة 1932.
يعتبر الثائر السلفادوري، الأمين العام للحزب الشيوعي في الفترة ما بين 1973 و1994، الفلسطيني الأصل شفيق حنظل أحد مؤسسي هذه الجبهة، التي تخلت عن المواجهات المسلحة مع جيش البلاد المدعوم من واشنطن، واعتمدت العمل السياسي بناء على اتفاقية سلام في عام 1992.
شاركت جبهة التحرير الوطني في الانتخابات الرئاسية في السلفادور عام 2004 ورشحت زعيمها التاريخي، الذي تعود جذوره إلى مدينة بيت لحم في فلسطين المحتلة، في مواجهة المرشح الشاب، الإعلامي التلحمي الأصل أيضا أنطونيو سقا، ليحالف الحظ المرشح البالغ من العمر 39 سنة في حينه.
كما يذكر أن لـ "فارابوندو مارتي" علاقات في الكثير من الدول في أمريكا اللاتينية، تعززت في السنوات الأخيرة بعد اكتساح التيار اليساري السلطة ودخول ممثليه قصور الرئاسة في فنزويلا والبرازيل وبوليفيا، ليزداد عدد الرؤساء المناهضين للسياسة الأمريكية في القارة الجنوبية ابتداء من الزعيم الثائر فيديل كاسترو في كوبا.
توفي شفيق حنظل في عام 2006 عن عمر يناهز 75 عاما جراء أزمة قلبية بعد عودته إلى بلاده من بوليفيا للمشاركة في تنصيب الرئيس إيفو موراليس، تاركا زوجته الروسية تاتيانا بيتشكوفا التي أمضى وإياها 28 عاما، وجماهير من السلفادوريين واليساريين في أمريكا اللاتينية الذين عبروا عن تقديرهم للزعيم الراحل بالأغاني الثورية التي تحمل اسمه وتشيد بانجازاته.
المصدر: RT + وكالات