اعتبرت وزارة الدفاع الروسية انه من غير العملي اعادة النظر في التقييم السياسي(السلبي) الذي منحه مؤتمر نواب الشعب السوفيتي عام 1989 لدخول القوات السوفيتية الى افغانستان عام 1979.
وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي جنرال الجيش نيكولاي بانكوف اليوم السبت 15 فبراير/شباط بهذا الصدد: "نعتبر ان تقييم نشاط القوات السوفيتية خلال وجودها في افغانستان جاء بشكل شامل من قبل رئيس البلاد فلاديمير بوتين. لقد سمعته بنفسي بوضوح : رجولة وبطولة المقاتلين السوفيت في افغانستان لا تخضع للتقييم. سيبقى المقاتلون (السوفيت) في افغانستان وطنيين حقيقيين للبلاد والشعب الى الابد".
جاء هذا التصريح تعليقا على طلب بعض المقاتلين القدامى اعادة النظر في التقييم السياسي السلبي لدخول القوات السوفيتية الى افغانستان عام 1979.
وكان نائب رئيس لجنة الدوما (البرلمان) للدفاع فرانتس كلينتسيفيتش قد أعلن ان "الاتحاد الروسي لقدامى محاربي افغانستان يعتزم التوجه الى القائد العام (الرئيس بوتين) بتوصية اعادة النظر في التقييم السياسي لدخول القوات السوفيتية الى افغانستان الذي منحه مؤتمر نواب الشعب السوفيتي عام 1989".
وقال كلينتسيفيتش خلال المؤتمر الذي عقد في موسكو في 13 فبراير/شباط الجاري بمناسبة احياء الذكرى السنوية الـ25 لانسحاب القوات السوفيتية من افغانستان، انه "لم تتم حتى اليوم اعادة النظر في التقييم غير السليم، سياسيا وقانونيا، للحرب الافغانية كـ"مغامرة فاشلة"، الذي منحه حينها رسميا مؤتمر نواب الشعب".
غير ان الجنرال بانكوف، ردا على ذلك، يرى ان "الحديث الآن، عقب مرور ربع قرن، عن اي تقييم سياسي لتلك المرحلة غير السهلة من تاريخ الاتحاد السوفيتي بالكاد يكون مناسبا".
بدوره وصف بطل الاتحاد السوفيتي، رئيس المنظمة الروسية "اخوة القتال"، النائب في الدوما الجنرال بوريس غروموف(آخر قائد للقوات السوفيتية المنسحبة من افغانستان) وصف محاولة اعادة التقييم بـ"السخيفة"، مؤكدا انه "يعتبر الآن، عقب مرور 25 عاما على سحب القوات السوفيتية من افغانستان، اعطاء اية تقييمات سياسية لهذه الحرب التي استمرت 9 اعوام، ليس فقط غير مبرر بل وسخيفا".
واضاف غروموف الذي شارك في القتال بأفغانستان بصفة قائد الجيش الـ 40: "كنا نعيش آنذاك في بلد آخر، في نظام اجتماعي وسياسي آخر وكانت الرؤى على الاحداث الافغانية مختلفة".
هذا وتحيي كل مناطق روسيا اليوم الذكرى السنوية الـ25 لانسحاب القوات السوفيتية من افغانستان في 15 فبراير/شباط عام 1989 والتي تحيا ابتداءا من عام 2010 في روسيا كيوم ذكرى الروس الذين ادوا واجبهم العسكري خارج الوطن.
يجدر القول ان مشاركة القوات المسلحة السوفيتية في الحرب الافغانية كانت اطول واشمل مدة لاستخدام القوات السوفيتية خارج البلاد في حقبة "الحرب الباردة".
وشارك خلال هذه المدة في الحرب في افغانستان 620 الف ضابط وجندي سوفيتي، استشهد وقتل منهم اكثر من 15 الفا، فيما اصيب 50 الفا آخرون.
في غضون ذلك، شبه الناطق باسم حركة "طالبان" افغانستان قاري يوسيف احمدي القوات الامريكية الموجودة حاليا في افغانستان بالقوات السوفيتية حينئذ. ودعا الشعب الافغاني الى طردها.
المصدر: RT + انترفاكس