توصلت السلطات الأوكرانية والمعارضة فجر الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني الى اتفاق يقضي بإلغاء القوانين المثيرة للجدل الخاصة بالتظاهر، وإطلاق المعتقلين ممن احتجزوا خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة، مقابل انسحاب المحتجين من جميع المباني الحكومية التي استولوا عليها والطرق الرئيسية التي يقطعونها.
وأعلنت وزيرة العدل الأوكرانية يلينا لوكاش بعد لقاء جمع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش مع زعماء المعارضة واستمر لأكثر من 4 ساعات، أنه تم اتخاذ قرار سياسي بإلغاء حزمة القوانين الأخيرة التي أقرها البرلمان يوم 16 يناير/كانون الثاني. وأوضحت لوكاش أن القوانين التي لم تثر رد فعل سلبيا، سيعيد مجلس النواب إقرارها الثلاثاء. أما القوانين المثيرة للجدل، ومنها، قبل كل شيء، تعديلات تتعلق بتشديد قواعد تنظيم التظاهر، فسيعمل الطرفان معا على إعادة صياغتها كي تتناسب مع المعايير الأوروبية.
وتابعت الوزيرة أن الطرفين اتفقا أيضا على تبني قانون يقضي بإعلان عفو يشمل المشاركين في الاحتجاجات المستمرة في العاصمة كييف منذ نوفمبر/تشرين الثاني، واتسعت لتشمل مناطق أخرى منذ منتصف الشهر الجاري. لكن لوكاش شددت على أن السلطات اشترطت على المحتجين الانسحاب من جميع المباني الحكومية التي استولوا عليها سابقا ومن الطرق التي يقطعونها، قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ. وأضافت أن السلطات جددت إصرارها خلال اللقاء على أن دعم قيادة المعارضة لنشاط المتطرفين وقيامهم بالاستيلاء على مبان حكومية أمر غير مقبول تماما.
كما بحث الطرفان التعاون في إجراء إصلاح دستوري وأكدا على ضرورة التعامل مع المؤسسات الأوروبية لدى تعديل الدستور، حسب تصريح وزيرة العدل.
وأضافت لوكاش أن السلطة والمعارضة اتفقتا أيضا على إدراج موضوع مسؤولية الحكومة على جدول أعمال المفاوضات الجارية بينهما، بينما رفض المعارض أرسيني ياتسينيوك رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "باتكيفشينا" ("الوطن") المعارض مقترح الرئيس الذي عرض عليه تولي منصب رئيس الوزراء. وذكرت لوكاش أن الطرفين سيواصلان المفاوضات لحل المسائل الخلافية.
بدورها أعلنت المعارضة أن الملاكم فيتالي كليتشكو زعيم حزب "أودار" (الضربة) أيضا رفض مقترح الرئيس الخاص بتوليه منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الإنسانية.
المعارضة: حققنا تقدما ملحوظا خلال المفاوضات لكن مطالبنا أكثر من ذلك
بدوره أعلن زعيم حزب "سفوبودا" (الحرية) أوليغ تياغنيبوك أن الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الرئيس يانوكوفيتش حققت تقدما ملحوظا، مضيفا أن التفاوض سيستمر.
ورجح تياغنيبوك أن تتم تلبية جزء من مطالب المعارضة اليوم الثلاثاء خلال جلسة مجلس النواب، لكنه أضاف أن مطالب المحتجين المجتمعين في ميدان الاستقلال، حيث تعتصم المعارضة، أكبر من ذلك بكثير.
وشدد القيادي في المعارضة على أن السلطات وافقت خلال المفاوضات على طرح موضوع مسؤولية الحكومة الأوكرانية عن الأحداث الأخيرة في البلاد للتصويت في مجلس النواب، الأمر الذي قد يؤدي الى سحب الثقة من الحكومة.
وتابع أن السلطات أيضا أبدت استعدادها لبحث إجراء إصلاح دستوري وتغيير نظام إجراء الانتخابات، إلا أنها طرحت تأجيل هذه المسألة حتى يونيو/حزيران القادم.
وتجدر الإشارة الى أن المعارضة بدأت اعتصاماتها في العاصمة كييف في نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجا على قرار الحكومة تأجيل التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. ومنذ ذلك الحين زادت المعارضة من مطالبها، إذ باتت تدعو الى رحيل الرئيس يانوكوفيتش وحكومته وإجراء انتخابات مبكرة. وبشكل خاص، تصر المعارصة على رحيل وزير الداخلية فيتالي زاخارتشينكو الذي تحمله مسؤولية أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط قتلى ومئات المصابين.
وكان الرئيس يانوكوفيتش قد دعا مجلس الرادا (النواب) الى عقد جلسة طارئة الثلاثاء لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية في البلاد.
واشنطن تحث الحكومة الأوكرانية على سحب القوات الخاصة من شوارع كييف
طلب جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي من الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في مكالمة هاتفية بينهما مساء الاثنين، عدم فرض حالة الطوارئ في البلاد وسحب القوات الخاصة من شوارع العاصمة.
وأعلنت الدائرة الصحفية التابعة للبيت الأبيض أن بايدن حذر يانوكوفيتش من أن "فرض الطوارئ أو اتخاذ أية إجراءات صارمة أخرى من شأنه أن يؤدي الى تصعيد الوضع والتضييق على التسوية السلمية".
وشدد نائب الرئيس الأمريكي على أنه لا يجوز إضاعة الوقت، داعيا يانوكوفيتش الى سحب القوات الخاصة "بيركوت" من وسط كييف والعمل مع المعارضة على وضع إجراءات ترمي الى تخفيف التوتر القائم بين السلطات والمحتجين.
كما حث بايدن السلطات الأوكرانية على اتخاذ خطوات عملية للاستجابة على "القلق المشروع" من قبل الشعب الأوكراني، وخاصة إلغاء حزمة القوانين "غير الديمقراطية" التي أقرها البرلمان 16 يناير/كانون الثاني.
وفي الوقت نفسه أكد بايدن للرئيس الأوكراني أن بلاده تدين استخدام العنف في أوكرانيا مهما كان مصدره.
هذا وقال موفدنا الى كييف ان حزب "اودار" (الضربة) الذي يترأسه المعارض كليتشكو اكد انه سيكمل مشواره حتى اسقاط الحكومة كاملة وانه لن يقبل الاستمرار في ظل الرئيس يانوكوفيتش.
المصدر: RT + "أونيان"