قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري في حديث لقناة "RT"، إن الوسيط الأممي العربي الأخضر الابراهيمي أبلغ وفد الحكومة السورية الى مؤتمر "جنيف-2" أن الاجتماع الذي كان مقررا الجمعة بين الطرفين السوريين لن يعقد.
وقال: "اتفقنا أمس مع الإبراهيمي على عقد لقاء في الساعة الحادية عشرة بحضور الطرفين وبرئاسته. ومفاجأة الآن أن الاجتماع لن يعقد وطلب منا الابراهيمي أن نلتقي معه على انفراد".
وتابع قائلا: "نحن موافقون على عقد الاجتماع الأصلي وموافقون على الاجتماع على انفراد، لكن هذا يظهر مرة أخرى أن الأطراف الأخرى التي نتعامل معها ليست أطرافا ذات مصداقية ولم تأت إلى هنا من أجل صنع السلام بل من أجل صنع الحرب".
وقال: "سنبقى هنا حتى يقول لنا الإبراهيمي انتهى العمل".
وسبق أن قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لـRT إنه تم تأجيل الاجتماع بين وفدي الحكومة والمعارضة بجنيف الى وقت لاحق اليوم. هذا ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر، أن ممثلي المعارضة رفضوا عقد لقاءات مباشرة مع الوفد الحكومي، مطالبين بأن تقبل دمشق أولا بيان جنيف الذي صدر عن مؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو/حزيران عام 2012.
المقداد: نوافق مع بيان جنيف فيما يخص ضرورة إقرار كل شيء بالتوافق
وردا على سؤال حول قراءة الحكومة السورية لبيان جنيف، قال المقداد: "نحن نقرأه بكليته وبتفاصيله. نحن نؤمن به ونتفق مع بيان جنيف فيما قاله حول ضرورة إقرار كل شيء بتوافق الآراء بين الجانبين، وأن يكون هذا المؤتمر "سوري-سوري"، وأن يقود الى وقف العنف والإرهاب. هكذا نقرأ هذا البيان ولا أدري لماذا يختلف الآخرون عن هذا القراءة، لكن إذا كانوا قادمين إلى هنا لتسلم مفاتيح دمشق فأقول لهم أصحوا من هذه الأوهام".
وبشأن مشاركة المعارضة الداخلية في المؤتمر، قال نائب وزير الخارجية الروسي إن ذلك ليس مسألة حساسة، بل المسألة هي أن تكون هناك مفاوضات أو لا تكون. وشدد قائلا: "نؤمن بأن كل المعارضة السورية يجب أن تكون موجودة ماعدا الإرهابيين طبعا".
المقداد: المؤتمر أظهر فشل واشنطن في تشكيل وفد للمعارضة وكلمة كيري في الافتتاح كانت كلمة حرب
وذكر المقداد أن الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "جنيف-2" من قبل وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا جون كيري ولوران فابيوس وأحمد داود أوغلو كانت كلمات حرب وليست كلمات سلام، بعكس الكلمة المتوازنة التي ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بصفته راعيا للمؤتمر.
واعتبر أن هذا المؤتمر الذي تمثل فيه جزء صغير جدا من المعارضة السورية "يظهر مدى الفشل الذي وصلت إليه الإدارة الأمريكية وروبرت فورد شخصيا في تشكيل وفد من المعارضة ذي مصداقية".
وبشأن موقف تركيا، قال نائب وزير الخارجية السوري: "لو كانت هناك ذرة شرف لدى داود أوغلو وجماعته لكانوا هربوا من الحكم منذ وقت طويل. هل يستطيع عاقل في هذا العالم أن يقتنع بما قاله داود اوغلو في بيانه أن تركيا لا تبعث الا حمائم السلام الى سورية، بينما يدخل كل الإرهابيين وكل القتلة وكل من سفك دماء السوريين بشكل حر ومعلن من خلال الحدود التركية الى سورية؟"
المقداد: مصير الأسد يقرره الشعب السوري لكننا مستعدون لبحث كل شيء من حيث المبدأ
وشدد المقداد على أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يقرره الشعب السوري وحده. وتابع: "لا يمكن أن نسمح لكيري ولغير كيري ولهؤلاء الذين لا يمثلون أحدا أن يتطاولوا على موقع الرئاسة وعلى الدستور، لأن ذلك مسألة دستورية".
وأضاف: " لكن نحن من حيث المبدأ مستعدون لمناقشة كل شيء. فلماذا الاختلاف على الأولويات؟"
وتساءل قائلا: "ألا تشكل مكافحة الإرهاب أولوية بالنسبة لكل إنسان في هذا العالم ؟"
وأردف قائلا: "إن مكافحة الإرهاب أولوية في سورية. ما يجري هو إرهاب وهنالك "القاعدة" وهنالك "النصرة" وهنالك "داعش" و"الجبهة الإسلامية". وعن ماذا سنتحدث إذا لم نوقف الإرهاب وسفك الدماء في سورية؟".
هذا وذكرت وكالة "رويترز" أن الإبراهيمي سيعقد الجمعة مزيدا من اللقاءات المنفصلة مع وفدي الحكومة والائتلاف الوطني السوري.
ونقلت الوكالة عن مصادر أن ممثلي المعارضة رفضوا عقد لقاءات مباشرة مع الوفد الحكومي، مطالبين بأن تقبل دمشق أولا بيان جنيف الذي صدر عن مؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو/حزيران عام 2012. وكانت الحكومة السورية قد أعلنت مرارا عن قبولها البيان، إلا أنها تعتبر أنه لا ينص على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
وكانت من المقرر أن تبدأ المفاوضات السورية-السورية في قصر الأمم في جنيف الجمعة باجتماع الطرفين في غرفة واحدة، حيث سيتوجه الإبراهيمي بكلمة إليهما، ومن ثم ينصرفان الى غرفتين منفصلتين، حيث سيقدم كل واحد منهما موقفه لينقله الإبراهيمي الى الطرف الآخر.
هذا وعقد الإبراهيمي الخميس لقاءات منفصلة مع الطرفين المتمثلين في وفدي الحكومة السورية والائتلاف الوطني السوري المعارضة ، بينما التزمت الأمم المتحدة الصمت حول نتائجها.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا هو الوحيد الذي عقد مؤتمرا صحفيا في ختام لقائه بالإبراهيمي، مؤكدا خلاله أن الأسد لا يمكن أن يبقى في منصبه. كما لم يستبعد الجربا انسحاب وفده من المفاوضات في أية لحظة.
هذا وذكرت وكالة "إيتار-تاس" الروسية أن خبراء من روسيا والولايات المتحدة وصلوا الى جنيف وهم مستعدون للانضمام الى المفاوضات في أية لحظة.
وكانت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "جنيف-2" قد شكلت محطة ذات أهمية رمزية كبيرة، إذ اجتمع الطرفان لأول مرة في قاعة واحدة بحضور ممثلي نحو 40 دولة. وتبادل الطرفان اتهامات لاذعة بارتكاب جرائم وحشية خلال الحرب في سورية. وعلى الرغم من أن الطرفين أكدا قبولهما ببيان جنيف الأول، إلا أنهما اختلفا جذرياً في تفسيره، إذ أكد الوفد الحكومي أن "أي حديث عن رحيل الأسد يحرف بيان جنيف"، بينما أصرت المعارضة على أن "أي حديث عن بقاء الأسد في السلطة خروج بـ"جنيف2" عن مساره".
المصدر: RT + وكالات