دعا رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف الى عدم الاستعجال في توجيه أصابع الاتهام الى الرئيس السوري بشار الأسد والمقربين منه، في جرائم الحرب التي ترتكب بسورية، قبل إجراء تحقيق فيها.
وقال مدفيديف في مقابلة مع قناة "سي آن آن" الأمريكية: "لا يمكن أن نعلن مسبقا أن الأسد مجرم. إن الأسد رئيس دولة، ولا يمكن تجاهله. أما الوضع في البلاد فصعب للغاية".
وقال رئيس الوزراء الروسي ردا على سؤال حول التقرير الأخير الذي أعد بطلب من قطر ويعتمد على صور تظهر جثث نحو 11 ألف شخص، قيل أنهم معتقلون قضوا في السجون السورية: "أعرف أن هناك عددا كبيرا من الضحايا، وهذا مؤلم للغاية. لكن سقوط الضحايا بحد ذاته أو وجودهم في مكان معين لا يثبت مسؤولية النظام عن سقوطهم، وقد تكون مسؤولية أعضاء العصابات التي كانت تنشط في هذا المكان أو قوة أخرى. إننا ندرك أن مجموعة من الفصائل المسلحة تسيطر على الوضع في بعض الأراضي السورية، بينما لا يسيطر النظام الموجود في سورية على كامل أراضيها".
وتابع قائلا: "يجب توثيق كل هذه الجرائم وهي جرائم بكل معنى الكلمة، وجمع الأدلة المتعلقة بها، وفي المستقبل قد يتم توجيه التهم بهذا الشأن الى السلطة أو الى معارضيها".
ودعا مدفيديف الى عدم نسيان قرينة البراءة، مشددا على أنه لا يجوز إدانة أحد، حتى إثبات ذنبه أمام المحكمة. وشدد على أنه لا يمكن مساءلة النظام السوري وممثليه إلا بعد إثبات ارتكابهم لجرائم حرب في محكمة دولية تشكلها الأمم المتحدة.
وتابع قائلا: "لا يمكننا أن نحاكم النظام في سورية أو الأسد أو ممثلي ما يسمى بقوات المتمردين، دون أي أساس، بل فقط لأن الأمور تبدو لنا هكذا. بل يجب توثيق كل ذلك لاستخدامها في المستقبل كأدلة.
لكن مدفيديف شدد على ضرورة الحيلولة دون استمرار ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وأشار الى أن حربا أهلية تجري في سورية، معتبرا أن جميع القوى الموجودة داخل البلاد تتحمل مسؤولية استمرارها.
وأدرف قائلا: "لا أسبغ على الأسد صفات مثالية، وقد قلت في السابق، كما قال الرئيس بوتين، إن الأسد ليس من شركائنا الاستراتيجيين. وكان زملاؤنا وشركاؤنا في أوروبا هم من ربطتهم علاقات الصداقة بالأسد قبل كل شيء".
المصدر: RT + "إيتار-تاس"