انطلقت في لايدسندام الخميس 16 يناير/كانون الثاني الجلسة الأولى لمحاكمة اللبنانيين الاربعة المنتمين إلى حزب الله، المتهمين باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 ، ومحاكمة هؤلاء غيابياً أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرب لاهاي.
التفجير الذي حصل يوم 14 فبراير/شباط 2005 وقضى فيه أيضا الوزير والنائب السابق باسل فليحان و22 شخصاً آخرون.
وبعد تسع سنوات على الجريمة بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها في لايدشندام التي تبعد كيلومترات قليلة عن لاهاي في هولندا، بمحاكمة خمسة أشخاص غيابيا.
ويقول ممثلو الادعاء إن "الخمسة المشتبه بهم الهاربين هم من أنصار حزب الله اللبناني"، الأمر الذي ينفيه الحزب كما وينفي الاضطلاع بأي دور في قتل الحريري، مؤكدا أن المحكمة لها دوافع سياسية.
وقال المدعي نورمان فاريل :" قتل المهاجمون المارة الأبرياء ولم يأبه المهاجمون بقتل مواطنين من بلدهم وحسب بل كان هو قصدهم بالتحديد واستخدموا كمية ضخمة من المتفجرات شديدة الانفجار وهي أكبر بكثير من الكمية الضرورية لقتل هدفهم الرئيسي".
وأضاف :" من الواضح أن غايتهم لم تقتصر على قتل هدفهم وحسب بل أرادوا إرسال رسالة مدوية وخلق حالة من الذعر في صفوف سكان بيروت ولبنان بشكل عام".
من جهة أخرى، حضر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري الجلسة الافتتاحية للمحكمة باعتباره من أهالي الضحايا وليس باعتباره زعيما لتيار المستقبل.
ويعتبر إطلاق المحكمة، التي تشكلت عام 2009 بناء على دعوات دولية، حدثا تاريخيا لما له من انعكاسات عديدة نظراً لأن الجريمة هزّت لبنان والعالم وفتحت مرحلة من الصراع السياسي العنيف أخذ طابعاً دموياً في كثير من الأحيان.
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان التزام الدولة اللبنانية بالشرعية الدولية وقراراتها ورأى في انطلاقة المحاكمات في لاهاي الخطوات الأكيدة نحو معرفة الحقيقة والعدالة.
وكانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد أعلنت يوم الأربعاء أن "رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دايفيد باراغوانث عيّن اليوم القاضي نيقولا لتييري في غرفة الدرجة الأولى بالمحكمة الخاصة"، وذلك بعد أن عينه الأمين العام للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي قاضيا دوليا جديدا بصفة قاض رديف.
وينتظر القاضي لتييري الموافقة النهائية من السلطات الإيطالية على التفرغ لمهام العمل لدى المحكمة الخاصة بلبنان.
من جانبه أكد رئيس تحرير الوكالة الاتحادية للأنباء محمد سلام في اتصال مع قناتنا أن الاحكام التي ستصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان ستكون غيابية بحق متهمين غير موجودين.
أنطوان الحايك: حزب الله يقول أن هناك ملفات عديدة غيبت عن موضوع التحقيق
وقال الصحفي اللبناني أنطوان الحايك في إتصال أجرته قناة RT :" المحكمة الدولية ساهمت في الساعات القليلة الماضية بتعميق الشرخ بين اللبنانيين".
وأضاف الحايك :" هناك فريق من اللبنانيين، أي حزب الله، الذي ينتمي إليه المتهمون يقول إن هناك الكثير من الملفات غيبت عن موضوع التحقيق".
ناجي ملاعب: الخلاف موجود ومستحكم في الشارع اللبناني
وقال ناجي ملاعب العميد المتقاعد في إتصال أجرته قناتنا معه:" منذ أن أُنشِئت هذه المحكمة اعتبر فريق من اللبنانيين أنها أُنشِئت ضده وحاول عرقلة قيامها بإقفال المجلس النيابي من أجل أن لا يتخذ قراره بتأييد عمل المحكمة الدولية".
وأضاف ملاعب :" الخلاف موجود ومتحكم في الشارع اللبناني، وأن بداية عمل المحكمة هو عبارة عن بداية إحقاق الحق وليست موجهة ضد أي فريق لبناني".
المصدر: RT+وكالات