طرح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية مسودة مشروع أطلق عليه تسمية "حكومة الإرادة الذاتية الديموقراطية" بهدف السيطرة على المناطق الكردية لتكون عاصمتها القامشلي.
ونص المشروع على تشكيل وحدات "حماية الشعب"، والتي تكون مهمتها حماية الحدود ومحاربة الإرهاب ضمن مناطق السيطرة الكردية، وقد نفى الحزب أن تكون الخطوة دعوة نحو الانفصال.
ردود الفعل الدولية
تركيا كانت أول المحذرين من هذه الخطوة، وقد هددت بالتدخل العسكري المباشر لمنع قيام أي كيان كردي على حدودها، فيما اعتبرته قوى المعارضة مشروعاً تقسيمياً.
الأكراد والتاريخ
ظهر مصطلح "كردستان للمرة الأولى في القرن 12 للميلاد على عهد السلطان السلجوقي صنجر عندما فصل القسم الغربي من إقليم الجبل وأطلق عليه هذه التسمية.
وفي التاريخ الحديث يستخدم المصطلح للإشارة إلى المنطقة الممتدة جغرافيا بين تركيا وسورية والعراق وإيران، والتي اتبعت حكوماتها سياسة التذويب تجاه الأكراد وادماجهم في المجتمع.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الأكراد يتراوح ما بين 30 و35 مليونا يتوزعون على النحو الثالي: 15 مليونا في تركيا و10 ملايين في إيران و6 ملايين في العراق ومليونان في سورية بالإضافة إلى عدد قليل يتوزعون على أراضي الاتحاد السوفيتي السابق.
ويقطن الأكراد في سورية في الاقسام الشمالية والشمالية الشرقية للبلاد في محافظتي الحسكة وحلب والشريط الحدودي المحاذي لتركيا من محافظتي إدلب واللاذقية، كما ينتشرون في تجمعات صغيرة في حماة ودمشق وماحولهما وأيضاً في هضبة الجولان المحتل. ويطلق الأكراد على القسم الواقع في سورية من إقليم كردستان تسمية "غرب كردستان".
ويدين أكثر من 96% من أكراد سورية بالإسلام، فيما تتبع نسبة 4% المسيحية بالإضافة إلى أديان وطوائف أخرى.
الأكراد والسياسة
عاش الأكراد في سورية منسجمين اجتماعيا وسياسيا مع بقية مكونات المجتمع السوري، كما أن قسماً كبيراً منهم وصل إلى مناصب مهمة في الدولة.
لكن الأمر لم يستمر مع وصول حزب البعث إلى الحكم، خاصة مع ابتكاره أساليب متنوعة من الفصل بين العرب والكرد، فالتقارير تشير إلى أنه تم تجريد 300 ألف كردي من الجنسية السورية، فضلاً عن تعريب أسماء المدن والقرى والكثير من المواقع الأثرية التي تعود للأكراد، وجرى أيضاً منعهم من تسجيل أطفالهم في القيد المدني بأسماء كردية.
واستبعد الأكراد من جميع المناصب في الدولة والجيش، وتم تجريد فلاحين أكراد من أراضيهم بموجب قانون استصلاح الأراضي واعطائها إلى الفلاحين العرب الذين نقلوا إلى المناطق الكردية بعد أن غمرت مياه سد الفرات أراضيهم، وتم توطين آلاف الأسر العربية على طول الشريط الحدودي المحاذي لتركيا فيما عرف باسم "الحزام العربي"، بهدف عزل الأكراد عن محيطهم الكردي.
الأكراد والتقسيم الحزبي
يوجد على الساحة السياسية الكردية في سورية اليوم أكثر من 30 حزبا، لكن على الرغم من وجود كل هذه الأحزاب إلا أن الفاعلة منها قليلة جداً ويمكن اعتبار حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي أقوى الأحزاب وأكثرها شعبية.
ولا يخفى على أحد التأثير اللامحدود للقوى الكردية غير السورية على هذه الأحزاب: فالحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود برزاني يملك تأثيراً على عدة أحزاب أبرزها البارتي، فيما يملك حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني تأثيراً واضحاً على الحزب الديمقراطي التقدمي. فيما يملك حزب العمال الكردستاني في تركيا نفوذا ملموسا على حزب الاتحاد الديمقراطي.
ويرى المتابعون للشأن الكردي السوري أن ارتباط هذه الأحزاب بالقوى الكردية الخارجية افقدتها مع الزمن إرادتها السياسية وقرارها المستقل.
ومع طول أمد الثورة السورية وفي ظل ما تشهده الساحة من تطورات، يتخوف الشعب الكردي من المستقبل ومما سيحمله له من مفاجآت، إلا أنه لا يرى نفسه بعيداً عن وطنه سورية.
المصدر: RT + وكالات