أعد فريق من العلماء برئاسة كينت فريمان في الجامعة الأسترالية الوطنية خارطة ثلاثية الأبعاد من شأنها أن تبين بأية سرعة يبتعد نصف مليون نجم عن مركز المجرة، وإلى أي مدى، وذلك في مجال يعادل قطره 6500 سنة ضوئية من الأرض.
وعالج فريمان وعلماء آخرون من معهد لايبنيتس الألماني للفيزياء الفلكية المعلومات التي تم الحصول عليها لدى قياس سرعة الأشعة وقارنوا المعلومات عن الحركة الأفقية للنجوم مع تحركاتها العمودية (من الأعلى إلى الأسفل والعكس بالعكس).
يذكر أن درب التبانة يعتبر مجرة حلزونية تدور نجومه حول مركز وهمي يمر بثقب أسود عملاق يتوزع في مركز مجرتنا عموديا لقرص النجوم والغازات.
ومن المعروف أن النجوم تقوم بحركة عمودية (من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى) بالنسبة إلى قرص المجرة إلى جانب الدوران الأفقي. وبعد دراسة تلك الحركات توصل العلماء إلى استنتاج مفاده بأن النجوم تتذبذب من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس كأنما هناك راية ترفرف بتأثير الهواء، وهذه الراية هي مجرتنا.
وافترض العلماء أن هناك قوى خارجية تجعل الراية ترفرف. كما اكتشفوا أن النجوم الواقعة قريبا من مركز المجرة تقوم بحركة عمودية بالنسبة إلى قرصها الأفقي. فيما تسعى النجوم البعيدة إلى المركز. وتبدو أن تلك الحركات عشوائية . ولو ألقينا نظرة إلى النجوم من خارج المجرة لوجدنها ترفرف كراية كبيرة.
ويعتقد العلماء بأن تلك الحركة المتذبذبة ظهرت جراء اصطدام درب التبانة بمجرات أخرى أصغر حجما. وعلى سبيل المثال فبوسع سحابتي ماجلان الكبيرة والصغيرة التأثير فيها.
وهناك فرضية أخرى طرحها العلماء الأستراليون تفيد بأن هناك تجمعات للمادة المظلمة، ولدى مرورها بقرص مجرتنا يمكن أن تثير بعض الاضطرابات في وسط النجوم.
وعلى كل حال فمن الصعب الآن الكشف عن سبب تلك التذبذبات. ويعلق علماء الفيزياء الفلكية آمالا كبيرة على مسبار "غايا" الذي ينوي الاتحاد الأوروبي إطلاقه يوم 20 ديسمبر/كانون الأول القادم. وسيكون بوسع المسبار تحديد ما إذا كانت تذبذبات النجوم ميزة تتصف بها مجرتنا فقط أو إنها ميزة تخص الكون كله. ويحتمل أن يمكن المسبار العلماء من تحديد قسم من المجرة وقع فيه اصطدام تسبب في مثل هذه التذبذبات. وستتيح تلك المعلومات فهم تاريخ مجرة درب التبانة والتكهن في تغيرات محتملة تنتظرها في المستقبل.
المصدر: " RT " + وكالات