وجهت الخارجية الروسية في بيان لها انتقادات شديدة الى مجموعة "أصدقاء سورية"، واعتبرت نتائج اجتماعها الاخير بلندن محاولة لاعادة النظر في بيان "جنيف -1" وحسم نتائج مؤتمر "جنيف -2" الدولي مسبقا.
وقد جاء في تعليق للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش بهذا الصدد نشر على موقع الوزارة يوم الاربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول: "نضطر للتأكيد أنه على الرغم من التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، تحاول الوثيقة الختامية لهذا الاجتماع (لـ "أصدقاء سورية" في لندن) اعادة النظر في البنود الاساسية لبيان جنيف المتفق عليه يوم 30 يونيو/حزيران عام 2012، بيد أن هذا البيان بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سورية، كما استحسنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي اتخذ بالاجماع، وبدون أي شروط مسبقة".
وأشار لوكاشيفيتش الى أنه "قبل عقد هذا الاجتماع، أكدوا لنا أن المناقشات هناك ستجري على أساس بيان جنيف حصرا، لكنها في جوهر الأمر تخطت اطار هذه الوثيقة والمبادرة الروسية الامريكية المعلن عنها يوم 7 مايو/أيار الماضي بشأن عقد مؤتمر دولي حول سورية". ولفت الى أن "السعي الى اعادة كتابة بيان جنيف بما يتوافق مع أغراضهم السياسية، طال تلك البنود بالذات التي لا تعجب محامي ما يسمى بالمعارضة السورية المتشددة".
وأكد المتحدث أن الوثيقة الصادرة عن اجتماع "أصدقاء سورية" بلندن تعتبر أصلا "محاولة لحسم نتائج "جنيف-2" التي يجب أن يتم الاتفاق عليها في اطار مغاير تماما، أي في اطار الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة الهادف الى التوصل لاتفاق بشأن مستقبل بلادهم".
الخارجية الروسية: التهديد الضمني بالعودة الى سيناريو استخدام القوة غير مقبول
وأضاف لوكاشيفيتش أن وثيقة لندن من جديد "تحدد تغيير النظام في دمشق كهدف رئيسي (لـ "جنيف-2")، وتعتبر الائتلاف الوطني (المعارض) الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، كما يُعلن فيها عن امكانية اللجوء الى "جميع الخيارات" للتأثير على من ينتهك "قرارات لندن". ويعتبر ذلك تهديدا ضمنيا بالعودة الى سيناريو استخدام القوة العسكرية، ما يعتبر أمرا غير مقبول إطلاقا. وعلى الرغم مما جاء في بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 توجه الى السلطات السورية من جديد اتهامات لا أساس لها بأنها استخدمت السلاح الكيميائي".
الخارجية الروسية: بيان "اصدقاء سورية" يرمي الى استفزاز دمشق بهدف احباط "جنيف-2"
وأشار المتحدث باسم الخارجية الروسية الى أن "كل ذلك يجري بموازاة الجهود العقيمة لشركائنا الغربيين الرامية الى ضمان مشاركة فصائل المعارضة في المؤتمر الدولي الذي اقترحت عقده روسيا والولايات المتحدة، تحت مظلة الائتلاف الوطني. ويتكون انطباع بأن وثيقة لندن ترمي الى استفزاز دمشق بهدف محاولة احباط "جنيف-2".
الخارجية الروسية: لا أساس للحديث حول أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري أو المعارضة
وأكد: "نحن نعتقد أن الائتلاف الوطني يجب أن يشارك في عملية التفاوض، لكننا ننطلق من أن معايير مشاركته يجب أن تتماشى مع دوره في المجتمع السوري، ودوره ليس فقط في الخارج، بل داخل سورية قبل كل شيء. وليس هناك أي أساس للحديث حول أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، بل وحتى للحديث حول أنه يمثل المعارضة السورية كلها".
وتابع قائلا إن كل المسائل المتعلقة بالتسوية السورية يجب أن تتفق عليها السلطات ودائرة واسعة من ممثلي المعارضة، وفقا لما ينص عليه بيان جنيف الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي".
الخارجية الروسية: بيان "أصدقاء سورية" محاولة للضغط على الابراهيمي
ولفت لوكاشيفيتش الانتباه الى أن بيان "أصدقاء سورية" صدر بالتزامن مع جولة المبعوث الخاص للامم المتحدة المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي الذي كان من المفروض أن يناقش خلالها مع كافة الأطراف مسائل التحضير لمؤتمر "جنيف-2" بما يتجاوب مع المبادرة الروسية الامريكية. وقال: "من الواضح أن هناك محاولة للضغط على المبعوث الخاص وحسم نتائج جهوده الدبلوماسية مسبقا".
وأكد المتحدث استعداد روسيا لمواصلة العمل على تسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف والاتفاقات المتوصل اليها سابقا بين روسيا والولايات المتحدة، وكذلك بمشاركة الاعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن والأمين العام للامم المتحدة.
وشدد في تعليقه على أن "اللاعبين الخارجيين ليس بوسعهم إلا المساعدة على اجلاس الأطراف السورية الى طاولة المفاوضات وحل المسائل التنظيمية. أما القضايا الجوهرية للتسوية السورية فلا يمكن أن يحلها أحد إلا السوريون بأنفسهم عبر ايجاد التوافق من دون فرض أي حلول من الخارج".
سيدا: لا جدوى من المشاركة في جنيف ـ 2 والمعارضة لا ترفض الحوار
من جانبه اعتبر الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اتصال مع قناتنا أنه لا جدوى من المشاركة في جنيف ـ 2، مؤكدا في الوقت ذاته أن المعارضة لا ترفض الحوار وهي وافقت عليه كما أنها أيدت المبادرة العربية ومهمة الابراهيمي وغيرهما. كما أكد أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً وسلمياً، لكن الحكومة السورية هي من باشرت باستخدام العنف.
المصدر: RT + موقع الخارجية الروسية