أعلن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعد محادثات في باريس الاثنين 16 سبتمبر/يوليو، أنهم اتفقوا على تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد، كي يلتزم بشروط الخطة الروسية - الأمريكية لنزع السلاح الكيميائي.
وجاء في بيان صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حضر محادثات لوران فابيوس ووليام هيغ وجون كيري في باريس، أن الدول الثلاث بصفتها دولا دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ستعمل على استصدار قرار قوي في مجلس يحدد أطرا زمنية واضحة وملزمة لعملية نزع الأسلحة الكيميائية السورية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي عقب المحادثات أن الدول الثلاث اتفقت مع روسيا على أن الأسد يجب أن يواجه عواقب إذا فشل في الاستجابة للمطالب الأممية بشأن كيميائي بلاده. وشدد على أن الأسد فقد كل شرعيته.
وقال: "اتفقنا جميعنا – وبيننا روسيا – على أن تكون هناك عواقب في حال فشل الأسد في الاستجابة في الأطر الزمنية المحددة".
فابيوس: سنذهب الى مجلس الأمن في الأيام القادمة.. ويجب زيادة المساعدات للمعارضة
بدوره أكد فابيوس أن دمشق ستواجه عواقب جدية، في حال عدم التزامها بتعهداتها، مشددا على ضرورة زيادة المساعدات للمعارضة السورية المعتدلة.
وقال فابيوس في المؤتمر: "إننا، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، نريد أن نذهب إلى مجلس الأمن الدولي في الأيام القادمة لإصدار قرار قوي".
وقال فابيوس: "علينا أن نحصل على قرار قوي من مجلس الأمن.. قرار يدعم خطة نزع الأسلحة الكيميائية بكل ما للمجلس من سلطة، وينص على عواقب جدية في حال عدم تطبيقه. وأخيرا، يجب أن يؤكد القرار على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن مذبحة 21 أغسطس/آب".
وتابع: "نمارس الضغط عليهم (القيادة السورية) كي يلتزموا بالاتفاقية (الاتفاقية الروسية-الأمريكية يشأن السلاح الكيميائي). ويجب أن يكون العالم مستعدا للقبول بالعواقب إذا فشلوا في ذلك".
وتابع أن فرنسا ستعمل كل ما بوسعها لدعم الشعب السوري في الخروج من الفوضى والعنف. وشدد على أنه لا يجوز التخلي عن فكرة الضربة العسكرية في حال فشل الاتفاق بشأن كيميائي سورية.
وشدد: "لا توجد أية آفاق أخرى إلا طاولة المفاوضات. ونعرف أنه من أجل الوصول إلى حل سياسي يجب أن تكون هناك معارضة قوية. ونعتزم زيادة مساعداتنا للائتلاف الوطني السوري".
وشدد على أن الأسد وافق على المبادرة الروسية تحت ضغوط المجتمع الدولي والإصرار على محاسبة مرتكبي الجريمة. واعتبر الوزير الفرنسي أن نزع الكيميائي السوري ومنع السلطات السورية من استخدامه مجددا سيؤدي الى إضعاف النظام.
فابيوس: لقاء دولي بشأن التسوية السياسية في سورية سيعقد في نيويورك الأسبوع القادم
قال وزير الخارجية الفرنسي إن لقاء دوليا بحضور ممثلي المعارضة السورية سيعقد الأسبوع القادم في نيويورك، للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.
وتابع أنه يتم توجيه دعوة الى الائتلاف الوطني السوري لحضور اللقاء الذي سيعقد على هامش عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كيري: الخيار العسكري بشأن سورية مازال على الطاولة
أصر وزير الخارجية الأمريكي على أن "جميع الخيارات بشأن سورية يجب أن تبقى على الطاولة، في حال فشل دمشق في الاستجابة للمطالب".
وأعاد إلى الأذهان أن روسيا قد وافقت على إصدار قرار أممي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة، في حال خرق النظام المتفق عليه لنزع الأسلحة أو استخدامه من جديد.
وقال: "الروس وافقوا في جنيف على أن تكون هناك إشارة مباشرة إلى الفصل السابع، كطريق للحمل على الالتزام في حال عدم التقيد من قبل أي من الأطراف".
وشدد الوزير الأمريكي على أن الاتفاق الدولي بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية لا يجوز تفسيره على أنه اعتراف بالأسد زعيما شرعيا للبلاد.
وقال: "نقول بوضوح إن الأسد قد فقد شرعيته بالكامل ولا يستطيع أن يحكم البلاد".
هيغ: النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي مرارا وتكرارا
من جانبه أصر وزير الخارجية البريطاني على ضرورة محاسبة دمشق، في حال فشل نظام الأسد في الاستجابة للمقترح الدولي بشأن تدمير أسلحته الكيميائية.
وحمل هيغ حكومة الأسد مسؤولية قتل المئات في الهجوم الكيميائي الأخير على الغوطة الشرقية. وقال: "نظام الأسد هو من عمل على تراكم هذه الأسلحة واستخدمها مرارا وتكرارا ضد الشعب السوري".
وتابع: "يجب أن يكون العالم مستعدا لمحاسبتهم في حال فشلهم في الاستجابة للاتفاقية بالكامل، ودولنا الثلاثة مصممة على ذلك".
وأضاف أن القرار الأممي بشأن سورية يجب أن يكون ملزما بالنسبة لسورية كي تسلم أسلحتها في أطر زمنية محددة وتضعها تحت رقابة دولية "بشكل موثوق وشفاف وسريع"، من أجل تدميرها لاحقا.
هولاند: نريد أطرا زمنية واضحة بشأن كيميائي سورية
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حضر اللقاء الثلاثي في باريس اليوم، إن الدول الثلاثة تريد قرارا أمميا قويا وملزما بشأن سورية وأطرا زمنية واضحة لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة وتدميرها.
هذا ولم تستبعد الحكومة الفرنسية إصدار القرار الأممي بشأن كيميائي سورية قبل نهاية الأسبوع الجاري.
ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي السوري: توجد قوى تعمل عكس ما اتفق عليه لافروف وكيري
رحب ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي السوري في فرنسا خالد عيسى بالاتفاق الذي توصل إليه وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي في جنيف. وأشار في حديث لقناة "روسيا اليوم" إلى أن بعض القوى لم تفهم جيدا الاجراءات التي وقع الاتفاق عليها وتتسرع باتخاذ إجراءات تتناقض مع ما تم التوصل إليه. وأكد على ضرورة تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أنه يمكن اللجوء إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار ضد إي طرف يمكن أن يعرقل تنفيذ الاتفاق.
المصدر: "روسيا اليوم" + وكالات