آثر صديق طفولتنا سليمان العيسى الرحيل في العيد.. ونحن بأمس الحاجة لقصيدة دعائه لأمنا سورية (يا الهي يا الهي يا مجيب الدعوات احمني واحم بلادي من شرور الحادثات) كبر معنا، وكبرنا به وعلى أناشيده.. مفردات لغته العربية ملأت اسماعنا وصافحت أعيننا.
رحل ابن لواء الاسكندرون وفي نفسه توق لرؤية تلك الأرض ورؤية مسقط رأسه النعيرية بانطاكيا وكان قد خط الكثير الكثير من البوح فيها.
رحل اليوم الجمعة، عن عمر ناهز الـ 92 عاما في العاصمة دمشق بعد صراع طويل مع المرض.
ويشيع جثمان الراحل العيسى من مشفى الأسد الجامعي بعد غد الأحد على أن يوارى الثرى في مقبرة الشيخ رسلان بدمشق.
نذر سليمان العيسى شعره لوجدان الانسان وخاطب بقيثارة شعره براءة الأطفال انتقل إلى الطفولة للتأسيس، ليكمل رحلة بدأها مع أستاذه زكي الأرسوزي ورفاقه صدقي إسماعيل وغيره، ولكن ليكملها من حيث يجب أن تكون البداية فمن الأب :
بابا بابا
يومك طابا
دمت ربيعاً
دمت شبابا
لي ولأجل الوطن الغالي
يعمل بابا دون ملال
بابا يتعب حتى نكبر
نبني نحن الوطن الأكبر
وأنشودته للأم:
ماما ماما يا أنغاما
تملأ قلبي بندى الحب
أنت نشيدي عيدك عيدي
بسمة أمي سر وجودي
أنا عصفور ملء الدار
قبلة ماما ضوء نهاري
أفتح عيني عند الفجر
فأرى ماما تمسح شعري
لم يكن شعر سليمان العيسى للاطفال هروبا من الواقع السياسي المرير للأمة العربية فعاش للعروبة في دمشق وبغداد واليمن، تألم لما يتألم له إخوته، فكانت له قصائد ودواوين عن البلدان العربية، ومثّل رأيه خير تمثيل دون أن يتخلى عن ثوابته . وكان شعره سجلاً لأحداث كثيرة مرت بها سورية ومر بها الوطن العربي وحملت عناوين قصائد كثيرة ومنها احتلال فلسطين وتأميم قناة السويس والوحدة بين سورية ومصر والانفصال ونكسة حزيران وأحداث العراق.
سليمان العيسى (أبا معن) رحمك الله.