أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤمر صحفي مشترك مع نظيرته المولدافية نتاليا غيرمان في موسكو يوم الأربعاء 24 يوليو/تموز تعليقا على القرارات المتخذة في الكونغرس الأمريكي أعلن أن مراهنة الولايات المتحدة على تسليح المعارضة السورية تتعارض مع فكرة عقد مؤتمر "جنيف – 2 ".
وقال :" أنا وكيري دعونا إلى عقد المؤتمر دون أية شروط مسبقة. وقد قبلت الحكومة السورية بهذه المبادرة، وأعربت عن استعدادها لإرسال وفد إلى المؤتمر دون شروط مسبقة. لكننا لم نسمع بعد تأكيدا كهذا من المعارضة التي يراهن الشركاء الغربيون على دعمها. بل على العكس من ذلك، فالقيادة الجديدة للائتلاف الوطني أعلنت أنها لن تذهب إلى جنيف ما لم تتحسن أوضاعها العسكرية في الأراضي السورية، وما لم تؤكد الحكومة أنها ذاهبة إلى جنيف لتوقيع وثيقة الاستسلام. وهذه الشروط تتعارض مع بيان جنيف ومع اتفاقاتنا مع كيري".
وتابع قائلا:" لذلك فإن شركاءنا الأمريكيين يركزون فيما يخص الملف السوري على تسليح المعارضة وكشف النقاب عن خطط يتم وضعها الآن فيما يتعلق بتوجيه ضربات إلى مواقع الحكومة السورية. ولا يتماشى هذا بالطبع مع الاتفاقات على عقد المؤتمر دون شروط مسبقة بل يتعارض معها".
وأضاف لافروف:"حتى إذا كان الهدف من تلك الخطوات خلق أفضل المقدمات لعقد المؤتمر، حسب فهم واشنطن، فهي تتعارض مع مبادرتنا المشتركة".
روسيا مستعدة لكشف النقاب عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية
وأعلن لافروف أن روسيا على استعداد لكشف النقاب عن الأدلة المتوفرة لديها، والتي تدل على استخدام السلاح الكيميائي في سورية. وأنها تدعو الدول الأخرى التي لديها مثل هذه المعلومات إلى الاقتداء بها. وقال:" نحن جاهزون - كما قلنا للأمين العام للأمم المتحدة- لنشر معلوماتنا، ونأمل بأن يقتدي بنا من يمتلك معلومات عن وقائع أخرى لاستخدام السلاح الكيميائي.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن موسكو أرسلت مؤخرا لمنظمة الأمم المتحدة نتائج التحقيق الذي أجراه الخبراء الروس بشأن استخدام السلاح الكيميائي في 19 مارس/آذار الماضي في ضواحي حلب. وقال:" وثائقنا محددة. وسمعت عن وصول معلومات إضافية عن استخدام السلاح الكيميائي من دول أخرى. وأضاف قائلا:" آمل أن يبحث المؤتمر الذي لا نزال ننوي عقده في أسرع وقت ممكن مشكلة السلاح الكيميائي، وموقف الأسرة الدولية من هذا الموضوع المهم".
وأكد الوزير الروسي أن موسكو مهتمة بالتحقيق في كل حادث مرتبط باستخدام السلاح الكيميائي في سورية.
وقال لافروف إن كل المعلومات التي قدمتها الدول الغربية حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية غير محددة وملموسة، وتشير إلى العثور على كميات ضئيلة جدا للمواد السامة.
ودعا وزير الخارجية الروسي إلى التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي دون تسييس القضية ودون محاولات تدخل خارجي في الأزمة السورية.
ماتوزوف: موضوع السلاح الكيميائي أصبح متسيسا أكثر من اللازم
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي فياتشيسلاف ماتوزوف الدبلوماسي السابق، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، رئيس جمعية الصداقة والتعاون التجاري مع الدول العربية في حديث لقناة "روسيا اليوم" ان موضوع استخدام الاسلحة الكيميائية مهم جدا، وليس من قبيل الصدفة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وضع خطوطا حمراء أمام امكانية التدخل المباشر في سورية، وهذه الخطوط هي استخدام السلاح الكيميائي بالذات. واضاف ماتوزوف ان موضوع السلاح الكيميائي أصبح متسيسا أكثر من اللازم.
شحادة: ينبغي للغرب تبني موقف موسكو في مكافحة الإرهاب إن كان جادا
في اللقاء ذاته قال عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة إنه إذا كان الغرب جادا في محاربة الإرهاب "فليتفضل" إلى سورية ويقاتل الإرهاب الذي يتجلى بأبشع صوره بـ "جبهة النصرة" وتنظيم "القاعدة" وفقا لوصفه. ودعا شحادة الغرب إلى تبني وجهة نظر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إنه ينبغي على كل السوريين سواء من الموالاة أو المعارضة الوقوف في وجه الإرهاب.
كما أفاد شحادة بأن دمشق سمحت للفريق المكلف بالتفتيش حول استخدام الأسلحة الكيميائة من قبل المجموعات الإرهابية في منطقة خان العسل، وإن أشار إلى صعوبات ستواجه أعضاء الفريق الذي يزمع التوجه إلى موقع الحدث، بسبب ما وصفه بالمعارك الطاحنة التي تدور في خان العسل.