أكدت دراسة أُجريت على الدلافين قام بها علماء بريطانيون أن هذه الثدييات البحرية تتمتع بهبة إلهية تمكنها من مناداة بعضها البعض بالإسم، مما يشير إلى سمة جديدة تُضاف إلى سمات التشابه بين قدرات الدلفين والإنسان. جاء هذا الاكتشاف بعد دراسة خضعت لها دلافين تعيش بالقرب من السواحل الاسكتلاندية.
يُذكر أن الدلافين تصدر أصواتا متميزة حين تلتقي ببعضها هي أشبه بالنقرات فقام الباحثون بتسجيلها. وعند الاستماع إليها لاحظ القائمون على الدراسة أصواتا لدلافين غرباء بالإضافة إلى أصوات الدلافين التي تخضع للدراسة، والتي لوحظ أن كل واحد منها يصدر مجموعة أصوات خاصة به وحده، كما ذكر موقع "روسييسكايا غازيتا".
وقام العلماء المختصون في علم الأسماك بالغوص للتواصل مع الدلافين وجعلها تستمع إلى الأصوات المسجلة، فاقتصر تفاعلها على أصواتها الخاصة والأصوات المألوفة لديها، بينما تجاهلت أصوات الغرباء، وهو ما رأى فيه العلماء دلالة على أن هذه الثدييات البحرية تتواصل فيما بينها بواسطة النقرات التي تصدرها وأن كل صوت منها يعتبر علامة تحدد هوية هذا الدلفين أو ذاك.
هذا وكانت أبحاث سابقة قد أفادت بأن الدلافين قادرة على استخدام أصوات معينة تمنحها كأسماء لمواد تراها، وأنها تتمتع بمفردات لغوية يصل عددها إلى 1400 صوت وإشارة، يعجز الإنسان عن إلتقاط الكثير منها، إذ أن الدلافين تطلقها على ترددات الموجات فوق الصوتية.
يذكر أن بحثا أجراه البروفيسور لوري مارينو من جامعة "إيموري" في ولاية أتلانتا الأمريكية شمل تحليل التركيب العصبي لدى الدلافين، فخلص إلى تشابه بين مخ هذا الحيوان ومخ الإنسان إلى حد كبير وفقا لوصفه، فخرجت القردة من فصيلتيّ الشمبانزي والغوريلا من دائرة الحيوانات الأذكى لتحل محلها الدلافين التي تفوقت عليهما بمستوى الذكاء.
كما أفادت هذه الدراسة بأوجه تشابه أخرى بين الدلفين والإنسان، منها قدرتها على الشعور بذاتها والتحكم بسلوكها، بالإضافة إلى أحاسيس تنتابها سواء سلبية أو إيجابية، كما أنها تستطيع التعرف على نفسها بالمرآة وتتعامل فيما بينها بود، وهي مواهب منحها الله للإنسان والقرد، يُضاف إليها قدرة الدلفين على التحليل المنهجي وحل مسائل معقدة.