جاء تعيين محمد البرادعي نائبا للرئيس المؤقت للشؤون الخارجية بعد تناقل وسائل الإعلام أكثر من مرة معلومات عن تكليفه برئاسة الحكومة، إلا أن تحفظ قوى سياسية على شخصه حال دون التوصل إلى إجماع على توليه هذا المنصب.
لمع اسم محمد البرادعي في أكثر من محفل دولي. فمن مسقط رأسه في كفر الزيات بمحافظة الغربية إلى العمل في الحقل الدبلوماسي مرورا بحرب العراق وجائزة نوبل للسلام حتى توليه منصب نائب الرئيس، يواصل محمد مصطفى البرادعي البالغ من العمر 71 عاما رحلة تخللتها محطات حافلة بالنجاح والجدل.
ولد البرادعي في 17 يونيو/حزيران 1942. بدأ حياته العملية موظفا في وزارة الخارجية المصرية فمساعدا لوزير الخارجية ثم مسؤولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث.
التحق في عام 1984 بالوكالة الدولية للطاقة الذرية مستشارا قانونيا، ليصبح بعدها رئيسها في الأول من ديسمبر/كانون الأول في عام 1997.
ترأس محمد البرادعي في عام 2003 فرق مفتشي الأمم المتحدة في العراق إلى جانب هانز بليكس، ليعود بتقرير لم ينف وجود برامج ومواد بهدف إنتاج أسلحة دمار شامل، وهو ما اعتبر لدى البعض مبررا آخر للغزو الأمريكي للعراق. وبعدها بسنتين حصل البرادعي على جائزة نوبل للسلام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعترافا بفضله في هذا الميدان.
بدأ اسم البرادعي يتصل بالسياسة في عام 2009 عندما أعلن عن احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية في مصر. لكن أحداث ما أصبح يعرف بثورة الـ 25 من يناير خلطت أوراق العملية السياسية وفرضت مشهدا جديدا في الحياة المصرية.
في 9 مارس/آذار 2011 عاود البرادعي حديثه من جديد عن نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية، قبل أن يعلن انسحابه بدعوى ما أسماه بالتخبط في الفترة الانتقالية، وغياب أجواء الديمقراطية تحت قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
أسس البرادعي حزب الدستور وقاد معارضي الرئيس الجديد محمد مرسي تحت ما أصبح يعرف بجبهة الإنقاذ الوطني، ليستمر الوضع على ما هو عليه حتى عزل الرئيس المصري محمد مرسي من قِبل الجيش في 3 يوليو/تموز الجاري، ومن ثم تعيين البرادعي في منصب نائب الرئيس المؤقت، بعد الفشل في تحقيق الإجماع على توليه رئاسة الحكومة.