مباشر

هل تشعل حادثة قتل الشيعة في مصر حربا طائفية واسعة

تابعوا RT على
ردود عاصفة أثارتها حادثة قتل عشرات الأهالي في قرية مصرية قرب القاهرة أربعة من المصريين الشيعة بينهم القيادي المعروف حسن شحاتة وأخواه، فبعد القتل تم سحل جثث الرجال والتمثيل بها، ويخشى مراقبون من اشتعال حرب طائفية في المنطقة على خلفية الاقتتال في سورية وتدخل حزب الله وعناصر جبهة النصرة.

ردود عاصفة أثارتها حادثة قتل عشرات الأهالي في قرية مصرية قرب القاهرة أربعة من المصريين الشيعة بينهم القيادي المعروف حسن شحاتة وأخواه، فبعد القتل تم سحل جثث الرجال والتمثيل بها، ويخشى مراقبون من اشتعال حرب طائفية في المنطقة على خلفية الاقتتال في سورية وتدخل حزب الله وعناصر جبهة النصرة.

 وفيما أجمع معظم أبناء الشعب المصري على رفض واستنكار الحادثة، أكد المتحدث باسم الشيعة في مصر ومدير مركز الفاطمية لحقوق الانسان بهاء أنور أن الحادثة تأتي في سياق الإرهاب المنظم والشحن الطائفي ضد شيعة مصر. وشجب الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية وشدد على ضرورة معاقبة الفاعلين. ورفض العضو المؤسس في حزب الحرية والعدالة ممدوح شعير الحادثة جملة وتفصيلا، لكنه اعتبر أنه يجب انتظار نتائج التحقيقات لجلاء حقيقة الأمر.

إرهاب منظم وشحن طائفي ضد شيعة مصر

 

المتحدث باسم الشيعة في مصر بهاء أنور اعتبر أن حادثة القتل تأتي في "سياق الارهاب المنظم ضد شيعة مصر". وحمل أنور في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" الرئيس محمد مرسي وحركة الإخوان المسلمين المسؤولية بعد "خطاب التحفيز الطائفي في الاستاد، حيث أعلنوا صراحة تكفير الشيعة واعتبارهم خارجين عن الدين". واعتبر أن حادثة القتل "هي التطبيق العملي لفتاوى التكفير". واشار أنور إلى أن نحو 40 عائلة شيعية تعاني من آثار التحريض المنظم منذ نحو أسبوعين من قبل الجماعات السلفية". وانتقد أنور أداء أجهزة الأمن واعتبر أنها "متواطئة مع القتلة" وقال "اتصلت بالشرطة والصحفيين في نفس الوقت وقد وصلت التلفزة والصحافة قبل رجال الأمن الذين لم يتحركوا أثناء عملية القتل والسحل". وتساءل مستنكرا لماذا لم يتحرك 300 عنصر أمن لوقف القتل. واتهم الإخوان بمحاباة السلفيين قبل مسيرة 30 يونيو/ حزيران.

صراع سياسي أم طائفي

وتعيش منطقة الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة حالة من الشحن الطائفي والاستقطاب الحاد على خلفية تدخل حزب الله المتزايد في سورية أثناء وبعد معركة القصير، وتنتقل أجواء الاحتقان إلى أنحاء مختلفة وتجد صداها في طرابلس شمالي لبنان، وصيدا في الجنوب. وها هي تصل إلى أرض الكنانة حيث يؤكد أنور أن عدد الشيعة فيها أكثر من مليون مصري، لكن معظمهم يخفي مذهبه خوفا من الاضطهاد الاقتصادي. ويرى مراقبون أن خطاب الرئيس محمد مرسي الأخير الذي أدان تدخل حزب الله في سورية زاد من الضغوط على شيعة مصر.

وينتقد أنور في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" وسائل الإعلام المصرية التي تتجاهل الشيعة، ويرى أنه "يجب التركيز على خطاب الحب وقبول الآخر بدلا من الكراهية". واعتبر أن إدانة الرئاسة المصرية جاءت متأخرة ، وقال إنه كان يأمل في أن "يدين الأزهر الحادثة قبل الآخرين... لكن الادانة جاءت بعد الأوروبيين".

ولفت أنور الانتباه إلى أن معاناة المصريين الشيعة متواصلة قبل وبعد ثورة 25 يناير2011 "في عصر مبارك كانت هناك اعتقالات بتهمة نشر المذهب الشيعي واليوم القتل ينتظرنا".

عن قتل شحاتة والتوقيت

 تصدر خبر مقتل القيادي الشيعي حسن شحاتة وكالات الأنباء. ووسط حالة من السخط للطريقة الوحشية التي قتل فيها نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة تسجيلات تظهر شحاته وهو يتعرض بالسباب لأمهات المؤمنين ويسب على العشرة المبشرين بالجنة. ولم ينكر أنور أن "لشحاتة موقفه من بعض المبشرين بالجنة"، لكنه طرح تساؤلا عن توقيت القتل، فالرجل لم يطلق أي تصريحات، ولم تكن له أي لقاءات في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن شحاتة شيخ أزهري، وكان مفتيا للقوات المسلحة. وقال لموقع "روسيا اليوم" إن وسائل الإعلام كانت تستضيفه (شحاتة) كثيرا قبل أن يعلن تشيعه منذ 25 عاما. واتهم أنور السلفيين بأنهم "حرضوا ثم انسحبوا، وتركوا الأهالي ودسوا بينهم بلطجية ليقوموا بالقتل"، وأعرب عن مخاوفه من انفلات كما يجري في أفغانستان والصومال " الشيخ شحاتة طعن 21 طعنة سيف وخنجر بجروح نافدة ... هذا قانون الغاب فالأمن لم يحرك ساكنا".

حادثة بشعة من أكبر الكبائر ويجب معاقبة القتلة

 

وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الشيخ محمود عاشور قال في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" إن حادثة القتل "حادثة بشعة وجريمة قبيحة، من أكبر الكبائر فلا ينبغي قتل المسلم... كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". وأكد الشيخ عاشور على "وجوب تنفيذ الحد بحق القتلة" عملا بأحكام القرآن في الآية الكريمة ""إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"". واعتبر أن القتلة خرجوا عن أمر الله وقتلوا بغير حق.

وعزا الشيخ الأزهري حالة الاحتقان إلى أن "بعض من يتصدى لشرح الإسلام في القنوات التلفزيونية الدينية لا يعلم قواعد الدين" وانتقد "بعض القنوات الدينية في التحريض التي يكاد ينحصر دورها في التحريض على القتل والتدمير". وفيما يخص قتل الشيخ شحاتة لأنه قام بالتعرض إلى زوجات الرسول الكريم وشتم أصحابه أكد الشيخ عاشور أن " القتل هو حد الردة أو الكفر لكن لا يجوز تكفير من تعرض بالسب لأصحاب الرسول الكريم وهو في هذه الحالة فاسق وليس كافرا ولا يجوز قتله".

وقلل الشيخ عاشور من مخاطر انتشار الفتنة الطائفية في مصر، واعتبر أن حادثة القتل الشنيعة تمت نتيجة تحريض من جهلاء وأن صوت العقل سوف يطغى. وأكد أنه "لا مخاوف جدية من انتشار المذهب الشيعي مادام الأزهر قائما لأن مصر محبة لآل البيت وأهلها عاشقون للرسول الكريم وآل بيته".

رفض القتل جملة وتفصيلا ودعوة لانتظار نتائج التحقيقات

 

ورفض العضو المؤسس في حزب الحرية والعدالة ممدوح شعير حادثة القتل جملة وتفصيلا، لكنه اعتبر أنه يجب انتظار نتائج التحقيقات لجلاء حقيقة الأمر.

وقال شعير في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" إن "هذا الحادث مرفوض جملة وتفصيلا ويتنافى مع مبادئ وشريعة الإسلام الذي ليس فيه ما يحض على القتل لاختلاف الفكر والمذهب". لكن شعير فضل انتظار "الكشف عن ملابسات الحادثة"، وشدد على أن حادثة القتل قام بها " أهل القرية جميعهم ولم يقم بها فصيل أو جماعة معينة". ونقل شعير لموقع "روسيا اليوم" أحاديث تدور عن تضرر أهل القرية من العائلات الشيعية التي تعيش فيها. ودعا إلى التحقيق في ملابسات عملية اقتحام المنزل والقتل، وتساءل شعير عما كان "يفعل المجتمعون في البناء... لا يمكن التعليق إلا بعد معرفة الملابسات". وحمل المسؤول في حزب الحرية والعدالة مسؤولية الحادث على أطراف "تؤجج وتعمل على اشعال الفتن.. هذا حادث مدبر لبثّ حالة الفوضى قبل 30 يونيو/ حزيران"، وتساءل عمن "أخبر أهل القرية أن القتيل شحادة وصل القرية، ومن الذي أخبر أهل القرية أنه موجود في منزل معين وأن معه عدد معين من الناس".

مرسي لم يحرض وحزب الله يؤجج الفتنة

ونفى شعير أن يكون الرئيس محمد مرسي حرض على قتل أحد وأشار إلى أن "بعض الشيعة يظهرون على الشاشات ولهم تسجيلات يسبون فيها الصحابة، وامهات المؤمنين، وهذه أمور لها حساسية عند كل مسلم". واكد أن الرئيس مرسي "وجه خطابه إلى فصيل عسكري على الأرض داخل سورية ويساند نظام بشار الأسد، ويقتل الأبرياء وهو حزب الله" واتهم الحزب اللبناني بأنه يؤجج الفتنة.

لا مخاوف من الفتنة بشروط

وقال شعير إنه "ليس لدينا مخاوف من الفتنة والاقتتال طالما احترموا ( المصريون الشيعة) مشاعر الآخرين، ولم يتعرضوا بالسباب على أمهات المؤمنين... نحن عشنا قرونا طويلة سنة وشيعة في دولة إسلامية سنية لأن السواد الأعظم في مصر سنة وهذه حالة طبيعية".

وشدد شعير على "رفض نشر مذهب التشيع" وقال "سنصد محاولة نشر أي فكر أو مذهب يخالف الإسلام السني". ورأى العضو المؤسس في حزب الحرية والعدالة أن المنطقة مقبلة على حرب طائفية لكن "بين اليهود والمسيحيين والإسلام قد لا يبدأ ذلك الآن لكنه سوف يحدث".

ويخشى مراقبون من انتشار عدوى القتل الطائفي في بلدان عربية أخرى، ووجه بعضهم دعوات للعقلاء من أجل وقف التحريض بين الشيعة والسنة لأن هذا يخدم مصالح إسرائيل. ويتخوف معظم المراقبين من انعكاسات طائفية على المنطقة من إيران إلى مصر مرورا بالعراق ولبنان تأثرا بالاقتتال الحاصل في سورية والذي بات ينحى أكثر إلى الطائفية ويكتسي لبوسا دينيا لأحقاد مستمرة منذ قرون.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا