مباشر

خطة الحكومة التركية حول تطوير ميدان تقسيم تنقلب عكسيا على البلاد

تابعوا RT على
أخطأت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب إردوغان في حساباتها بما يتعلق بخطط تطوير منطقة تقسيم وسط اسطنبول الأوروبية، فقد بلغ حجم الخسائر في الأحداث الأخيرة التي جرت في اسطنبول، أكثر من 70 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل نحو 40 مليون دولار أمريكي، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي (معمر غولر).

أخطأت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب إردوغان في حساباتها بما يتعلق بخطط تطوير منطقة تقسيم وسط اسطنبول الأوروبية، فقد بلغ حجم الخسائر في الأحداث الأخيرة التي جرت في اسطنبول، أكثر من 70 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل نحو 40 مليون دولار أمريكي، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي (معمر غولر).

الخسائر التي تم حصرها حتى الآن، بحسب المصدر الرسمي التركي، أثبتت تضرّر 280 محلّ عمل، و103 سيارات شرطة، و159 سيارة خاصة، و5 مبانٍ عامة ومركز للشرطة، و12 مبنى حزبيا، منها 11 تخصّ حزب العدالة والتنمية (حزب إردوغان)، ومبنى واحداً فقط لحزب الشعب الجمهوري (المعارض)، إضافة لأضرارٍ في اللوحات الإعلانية في الشوارع، ولوحات المرور الإرشادية، ومحطات الحافلات، وكاميرات المراقبة، ونقاط التفتيش الخاصة بالشرطة.

ويعدّ هذا الرقم في الخسائر المادية كبيراً، نظراً لقلة عدد أيام الاحتجاجات، ناهيك عن أن الخسائر غير المباشرة التي لم تحتسب تعتبر أكبر بكثير مما أعلن رسمياً، خصوصاً في قطاع السياحة، بحسب مراقبين، ما يعكس هشاشة النظام الاقتصادي نوعاً ما، والتخوّف الكبير من خسائر اقتصادية فادحة تؤثر في كلّ النظام الاقتصادي التركي، إذا ما استمرت تلك الأحداث لفترات أطول، أو إذا ما عادت للاشتعال من جديد، خصوصاً وأن  إردوغان قد أعلن مجدداً إصراره على المضيّ قدماً في تطبيق خطّته –المثيرة للجدل- في الميدان المشهور، وإزالة الحديقة التي بدأت الاحتجاجات الشعبية من أجلها.

وتقضي خطة الحكومة التركية، بتغيير كلّ المعالم الرئيسة في منطقة ميدان تقسيم وسط اسطنبول، وتوسعة الشوارع، وإنشاء محطّة للمترو، وبناء مجمّع تجاريّ ضخمٍ على النمط العثماني، مكان حديقة (جيزي بارك)، التي كان قد بناها مؤسس الدولة التركية العلمانية الحديثة (مصطفى كمال أتاتورك)، مكان قلعة عثمانية هدمها أتاتورك وكانت في ذات المكان.

وتقول الحكومة التركية، إن خطة تطوير "تقسيم" تهدف إلى تخفيف الضغط على هذه المنطقة الحيوية، والتخلص من مشاكل كثيرة أهمها الازدحام المروري، ومن أجل الارتقاء بمكانة إسطنبول لتنافس المدن العالمية الأخرى في الرقيّ، خصوصاً أن المنطقة المذكورة تعتبر مركزاً تجارياً واقتصادياً هاماً لكلّ تركيا.

بدورهم يرى المنتقدون للخطة، أنها تقضي على أهمّ المعالم الحيوية والتاريخية والأثرية للمنطقة، وتلغي كل ما ارتبط به الأتراك في هذا المكان، خصوصاً وأنها ستؤدي لهدم عددٍ كبير من الأبنية القديمة والأثرية، التي كانت من أهم معالم إسطنبول على مرّ العصور، وستأخذ إسطنبول بعد تنفيذ الخطة شكل المدن الحديثة المصطنعة، وفي ذات الوقت، تساهم تلك الخطة في تدمير البيئة والمناطق الخضراء القليلة المتبقية داخل اسطنبول، كما يقولون.

 

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا