قلد الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة في تاريخ الدولة الروسية الأشخاص المتميزين الميدالية الذهبية ولقب بطل العمل في روسيا الاتحادية. وأقيمت مراسم تكريم الحائزين على تلك الميدالية الذهبية في قصر قسطنطين بمدينة ستريلنا في مقاطعة لينينغراد يوم 1 مايو/أيار الذي يصادف عيد الربيع والعمل.
وكرم بوتين خمسة أشخاص حققوا إنجازات بارزة في النشاط الحكومي والاجتماعي وأسهموا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بما في ذلك على صعيد الإنتاج والنقل والإنشاء والعلم والثقافة والتعليم والصحة.
ومنح بوتين اليوم الميدالية الذهبية فاليري غيرغييف الفنان السوفيتي والروسي البارز ومدير مسرح مارينكي في بطرسبورغ لإنجازاته الكبيرة في مجال تطوير الفنون الكلاسيكية والحديثة. كما حاز على لقب "بطل العمل" كل من يوري كونونوف العامل الزراعي في محافظة فورونيج، وقسطنطين تشومانوف الخبير الخراط من مقاطعة تشيليابينسك وفلاديمير ميلنيك عامل المناجم من مقاطعة كيميروفو، وألكسندر كونوفالوف مدير معهد الجراحة الدقيقة من موسكو.
وطرحت فكرة إحياء لقب "بطل العمل" في روسيا اثناء لقاء بوتين بممثليه المفوضين الذين أيدوه في الانتخابات الرئاسية، عقد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ووقع بوتين يوم 29 مارس/آذار الماضي مرسوما رئاسيا يقضي باستحداث لقب "بطل العمل" في روسيا الاتحادية في أعقاب المؤتمر الأول للجبهة الشعبية لعموم روسيا الذي عقد في مدينة روستوف على نهر الدون في موضوع العدالة الاجتماعية.
ويمنح كل شخص استحق لقب "بطل العمل" ميدالية ذهبية وشهادة تثبت تكريمه بها.
ويقضي المرسوم أيضا بإنشاء نصب برونزي في موطن البطل. وتمنح الميداليات بمقتضى المرسوم مرة واحدة في يوم 1 مايو/أيار من كل عام. ويعتبر الكرملين أن هذا اللقب يجب أن يمنح لأبرز الشخصيات حتى لا يتم التقليل من قيمته.
ويذكر أن مصطلح لقب "بطل العمل" ظهر عام 1921 حين كرم به أفضل العمال في موسكو ولينينغراد. ومنح لنحو 1014 عاملا. وفي عام 1938 حل محله لقب "بطل العمل الاشتراكي" الذي ظل قائما لغاية عام 1991. وحاز عليه 20 ألف شخص.
وقال فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها بهذه المناسبة متوجها إلى الحائزين على اللقب: "كل واحد منكم هو ثروة لبلادنا". ولفت الرئيس إلى أن إحياء هذا اللقب هو خطوة أخرى نحو إحياء تقاليد بلادنا التي لم تكن تكرم منذ قديم الزمان أبطال الجيش فحسب، بل وايضا الفلاحين والعمال والفنانين والأشخاص الذين يمثلون المهن والحرف الأخرى.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن ألوف المواطنين كرموا في العهد السوفيتي بلقب "بطل العمل الاشتراكي". وقال إن القدرة الصناعية للبلاد أنشئت بفضل الحماس الكبير والصادق للكادحين.
وأبرز بوتين بشكل خاص أن النصر في الحرب الوطنية العظمى تم تحقيقه ليس في جبهات الحرب فقط، بل وفي المصانع والمعامل. وقال الرئيس الروسي:" أدركنا اليوم أنه لا يمكن أن نحقق تقدما إلا إذا استندنا إلى القيم التي تجمع بيننا، ومن ضمنها حب العمل المتفاني الذي يتميز به شعبنا.
وشدد بوتين على أهمية إحياء هذا اللقب من وجهة نظر استعادة القيم التي ستصبح أساسا متينا للمجتمع مستقبلا. وقال:" من الضروري استعادة احترام العمل وسمعة تلك المهن التي تقوم عليها البلاد". وأعرب بوتين عن قناعته بأنه لا يمكن بناء روسيا القوية إلا عبر العمل المتفاني، و قال:" كل عمل يسهم في تطوير روسيا يجب أن يقدر حق التقدير".
المصدر: وكالة "إيتار – تاس" الروسية