أكد آموس يادلين مدير المعهد الإسرائيلي للبحوث في مجال الأمن القومي أن إسرائيل استفادت استراتيجيا مما يحدث حاليا في سورية، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي حاليا هو أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط.
جاء هذا التقييم في تقرير قدمه يادلين الذي سبق له أن شغل منصب رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوم 4 فبراير/شباط بمناسبة نشر الدراسة السنوية الاستراتيجية لفترة 2012-2013 التي أعدها معهده.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن سورية التي وصفها بعنصر مهم في المحور الإقليمي الإيراني ستبقى مشغولة بإعادة إعمارها في السنوات المقبلة.
وبخصوص الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع سورية أعرب عن اعتقاده بأنه إذا كانت سورية قد حاولت نقل صواريخ من نوع "SA-17" لحزب الله، فهي ستكرر محاولاتها من هذا القبيل على الرغم من الوعود التي قدمتها لروسيا.
وفي هذا السياق أكد يادلين أنه يجب على إسرائيل إقامة علاقات مع "القوى السنية الجديدة" والتعاون معها من أجل عزل "العدو الكبير الذي هو إيران".
يادلين: إيران تحتاج إلى ما بين 4 و6 أشهر لإنتاج السلاح النووي لكن الحل السياسي لا يزال مفضلا
وأعرب يادلين عن اعتقاده بأن التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية "لا تساعد" على حل الملف الإيراني النووي، مشددا في الوقت ذاته على أن عواقب حصول إيران على السلاح النووي ستكون أكثر خطورة من عواقب توجيه الضربة ضدها.
وأكد يادلين ضرورة " أن تعود إسرائيل للمجتمع الدولي" وتعزز تنسيقها مع البيت الأبيض بخصوص الملف الإيراني، مشيرا إلى أن هذا التنسيق قد يكون "حول الخطوات اللازمة لوقف إيران وحول تحديد الجهة التي ستتخذها". وقال: "لا ينبغي على إسرائيل معارضة الحل الدبلوماسي إذا كان قادرا على وقف العد العكسي (لحصول إيران عل السلاح النووي)".
وأضاف أن السؤال الرئيسي فيما يخص هذا الملف هو كم من الوقت ستحتاج إيران للحصول على السلاح النووي بعد خرقها للتعهدات بالامتناع عن تطوير البرنامج النووي العسكري التي ستنتج عن الحل الدبلوماسي المقصود. وأشار إلى أنه إذا كانت هذه المدة لا تقل عن سنتين، فالحل السياسي سيكون مفضلا على ضرب إيران عسكريا.
وأكد يادلين أن المدة التي تفصل إيران عن إنتاج السلاح النووي حاليا تتراوح بين أربعة وستة أشهر في حال اتخذت الإدارة الإيرانية القرار بهذا الشأن، مشرا إلى أن الحل الدبلوماسي الذي سيرضي إيران قد يكون في السماح لها بامتلاك حوالي 1200 جهاز طرد مركزي.
وأضاف أنه إذا قررت إسرائيل ضرب برنامج إيران النووي عسكريا،فيجب أن تكون هذه الضربات عالية الدقة كي لا تبقى في إيران بعد ذلك أي منشأة نووية قد تمكنها من أي رد على إسرائيل.
يادلين: الفلسطينيون سيرفضون أي مبادرة إسرائيلية، ما سيعطي إسرائيل إمكانية ترسيم حدودها لوحدها
وفي الشأن الفلسطيني أكد يادلين أيضا ضرورة تنسيق المواقف الإسرائيلية مع واشنطن بشكل أوثق، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لإسرائيل لتقديم مبادرة دبلوماسية جديدة. لكنه أضاف أن الفلسطينيين على الأرجح سيرفضون أي مبادرة إسرائيلية، ما سيعطي إسرائيل إمكانية ترسيم حدودها لوحدها. وشدد يادلين على ضرورة استخراج العبر من تجربة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 في حال الإقدام على أي إجراء أحادي من هذا القبيل. وأوضح أن هذه التجربة التي مكنت جماعتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة من "استيراد كميات كبيرة من الصواريخ" تبرر إبقاء الحضور العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية تحسبا لتكرار سيناريو غزة هناك.
وأعرب يادلين عن تفاؤله حيال تطوير التعاون الاستخباراتي مع الإدارة الأمريكية الجديدة وقال: "إن هذه الإدارة تؤيد حوارا جيدا معنا في مجال الأمن والاستخبارات، هذا الحوار أفضل مما كان عليه في أي وقت مضى".
المصدر: "جيروزاليم بوست"