مباشر

تحولات الثابت الروسي

تابعوا RT على
في التاسع من الشهر الجاري التقى فلاديمير فاسيليف رئيس كتلة "روسيا الموحدة" ، نائب رئيس مجلس الدوما، الضابط السابق في جهاز امن الدولة السوفياتية "كي جي بي"، ريتشارد اوتاوي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ، وكان الملف السوري بين ابرز القضايا التي بحثها البرلمانيان الروسي والانكليزي في جو بدا أنه مفعم بالتفاهم. وخلافا للتصريحات المألوفة على لسان كبار رجال الدولة الروسية أعلن فاسييلييف أمام ضيفه البريطاني أن تاثير روسيا "محدود حتى على القيادة السورية".

في التاسع من الشهر الجاري التقى  فلاديمير فاسيليف رئيس كتلة "روسيا الموحدة" نائب رئيس مجلس الدوما، الضابط السابق في جهاز امن الدولة السوفياتية "كي جي بي"، ريتشارد اوتاوي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ، وكان الملف السوري بين ابرز القضايا التي بحثها البرلمانيان الروسي والانكليزي في جو بدا أنه مفعم بالتفاهم. وخلافا للتصريحات المألوفة على لسان كبار رجال الدولة الروسية أعلن فاسييلييف أمام ضيفه البريطاني أن تاثير روسيا "محدود حتى على القيادة السورية".

وقال "كان على الحكومة السورية السابقة والحالية تنفيذ التزاماتها امام الشعب لكن الوقت بين ان القيادة السورية عاجزة عن تنفيذ هذه المهمة وضمان الامن". حينها اعتبر المراقبون تصريحات الشخصية البرلمانية، موقفا يعكس رؤية خاصة لرجل عرف عنه حذره الشديد في الشؤون السياسية، واشتهر بدوره في مكافحة الارهاب، وقربه من مؤسسة الرئاسة ومن فلاديمير بوتين تحديدا. الا ان دبلوماسيا مخضرما يعمل منذ سنوات في موسكو، لفت إلى أن فاسيليف لاينطق عن هوى ولايطلق الكلام على عواهنه. وتوقع الدبلوماسي تغيرا في موقف الكرملين من الازمة السورية لايذهب بعيدا باتجاه الموقف الغربي، لكنه لن يبقى ثابتا عند ناصية الدفاع عن نظام الرئيس بشار الاسد.
وأعاد الدبلوماسي إلى الاذهان ماحصل عشية الغزو الامريكي للعراق عام 2003 حين قام رئيس وزراء بريطانيا آنذاك توني بلير بزيارة خاطفة الى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين. وكان الملف العراقي الموضوع الرئيسي في مباحثات جرت خلف الابواب الموصدة بضواحي موسكو، صرح بعدها بوتين ان لدى روسيا ايضا "مخاوف من احتمال امتلاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اسلحة كيمياوية او بايولوجية" الامر الذي فسر انذاك على ان موسكو لن تتدخل لمنع حرب تلبدت غيومها فوق بلاد الرافدين وخاضتها لندن مع واشنطن وحليفات غربيات بتمويل عربي دون قرار من مجلس الامن الدولي.
بعد ثلاثة ايام على تصريحات فاسيليف عبر سكرتير مجلس الامن القومي الروسي عن دهشته من ان الغرب يطالب روسيا بالضغط على الرئيس بشار الاسد وقال متسائلا "هل ان علاقتنا بالاسد افضل من علاقة الغرب به"؟؟
هنا بات واضحا، يقول الدبلوماسي المخضرم، ان الكرملين بدا يغير تدريجيا عجلات العربة. وبالامس اعترف نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف بان الحكومة السورية "تفقد سيطرتها على البلاد اكثر فاكثر" وقال "لايجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة" وشدد بوغدانوف على ان "النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد اكثر فاكثر".
ربما تمثل تصريحات المسؤول الروسي الممسك بملف الشرق الاوسط مفاجئة لمن راهن على جمود موقف موسكو، ولم يلتفت الى التصريحات المتواترة على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف بان بلاده لا تدافع عن الرئيس بشار الاسد ولاتحابي طرفا على حساب اخر. فالوزير الروسي الذي لم يتوقف منذ نشوب الازمة عن التاكيد على "ثوابت" موسكو، كان يحرص على استبعاد شخصنة الصراع في بلاد الشام.
تصور لايرضي المعارضة السورية التي ترى في الرئيس الشاب بيت الداء ورأس العلة وان في تنحيته العلاج، فيما اعتبرت موسكو المطالبة بتخلي الاسد الابن عن الحكم خرقا للقانون الدولي واتتهاكا لميثاق الامم المتحدة لان الدعوة تاتي من اطراف خارجية تحملها روسيا مسؤولية تأجيج اوار النزاع في سورية وادخالها في حرب اهلية لم يستبعد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف انها قد تفضي الى انتصار المعارضة. وما يترتب عليه من "نتائج وخيمة".

الانتصار " المر" الذي تتحسب له موسكو وتحذر من تداعياته قد لايأتي قريبا. وليس مستبعدا ان تصل الاوضاع في سورية الى مرحلة اللاعودة حين لاتجد القيادة السورية مخرجا إلا بمزيد من العمليات العسكرية فتحرق الاخضر واليابس.
هنا يتسال الدبلوماسي المخضرم أليس الافضل قبل فوات الاوان ان تستفيد المعارضة السورية المدنية والمسلحة بكل فصائلها من تحولات الثابت الروسي؛ وتعمل بالتنسيق مع موسكو وبكين جنبا الى جنب مع الاصدقاء الذين عقدوا اربعة لقاءات اخرها في مراكش لصياغة مخرج آمن لسورية وشعبها بعد طول عذاب؟ ويرى الدبلوماسي الذي عمل في بلدان اسيوية واوربية، ان "النمط الاسيوي" في الحلول يتباين عن "النمط الغربي". الاول اقتحامي والثاني متدرج لكن النتيجة واحدة؛ حرق البلاد و سبي العباد!
روسيا التي ظلت تدعو اهل البلاد الى الحوار كانت تؤذن في مالطا. وواشنطن وحليفاتها لا يكترثون لاعداد الضحايا. افلم تعلق الحيزبون وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت على حصار العراق بالقول "ماذا يعني موت نصف مليون طفل عراقي الامر كان يستحق لتخليص العالم من صدام حسين"!
ترى هل يقرأ فرقاء الصراع في سورية التطورات الاخيرة بعيون مفتوحة وقلوب ساخنة وعقول باردة ليصلوا الى حل قبل الثبور؟؟

سلام مسافر

المواضيع المنشورة في منتدى روسيا اليوم لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".
المزيد من مقالات سلام مسافر على مدونة روسيا اليوم.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا