ذكر الأكاديمي اناتولي توركونوف رئيس معهد موسكو للعلاقات الدولية (جامعة) التابع لوزارة الخارجية الروسية الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني أن الولايات المتحدة تتخوف من قدوم قوى إسلامية راديكالية إلى رأس السلطة في سورية.
وذكر توركونوف في مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء في وكالة أنباء "إيتار- تاس" الروسية للأنباء: "نأمل أن تعي قيادة الولايات المتحدة أن هناك احتمال بوصول قوى إسلامية متشددة إلى الحكم في سورية، وهو ما تتخوف منه أمريكا". وأوضح الخبير: "كما نعلم، هناك عدد غير قليل في صفوف أولئك الذين يقاتلون ضد الأسد ممن لهم صلة بتنظيم القاعدة".
ولدى حديثه عن موقف الصين تجاه الأزمة السورية ذكر توركونوف أن ثبات القيادة في جمهورية الصين الشعبية سيضمن نية بكين في السعي المقبل لتحقيق التسوية السلمية لهذه الأزمة.
روسيا والولايات المتحدة ستواصلان جهودهما المشتركة لتسوية المسألة الإيرانية
في سياق آخر ذكر توركونوف أن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان الجهود المشتركة لتسوية المسألة الإيرانية. وقال: "ستتواصل، بلا شك، جهودنا المشتركة حول إيران، وروسيا على اتصال دائم مع الأمريكيين في هذا الشأن".
وأضاف: "كما يقيم الجانب الأمريكي جهودنا المشتركة تقييما عاليا ويرى أن تعاوننا بالذات يجب ألا يسمح بامتلاك وإنتاج إيران أسلحة نووية". وتابع قائلا: "إن موقف روسيا صلب وحازم في هذا المسألة: نحن والأمريكيون نعتقد أنه من غير المقبول إنتاج إيران أسلحة نووية".
وذكر توركونوف أن الولايات المتحدة تعارض في الوقت الحالي، انطلاقا من برنامج باراك أوباما، استخدام القوة العسكرية تجاه إيران وكذلك ضد احتمال إنزال إسرائيل ضربة بالمنشآت النووية الإيرانية. وأكد أن جهودا ستبذل لحث إيران على التخلي عن طموحاتها النووية.
وأشار إلى أن موسكو تعتقد بأن العقوبات، التي تبدو قاسية للغاية اليوم، ليست فعالة دائما، وأنها ترى ضرورة تفعيل الحوار مع إيران، بما في ذلك في إطار تلك الهيئات التي أنشأت بالفعل.
توركونوف: ينبغي الانطلاق في العلاقات بين موسكو وواشنطن من الإمكانيات المتوفرة
وفي شأن ثالث صرح توركونوف بأنه من غير المجدي انتظار "إعادة تشغيل" العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وأنه يجب الانطلاق من مبدأ المتاح.
وقال : "كانت نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة متوقعة. لم يساورني الشك مطلقا في أن أوباما سيفوز بها. بعض المعلقين، يؤكدون، لرغبتهم في التهويل، أن أوباما فاز بفضل إعصار ساندي. ولكن سيد البيت الأبيض أظهر نفسه بالفعل وتصرف كقائد في هذا الوضع الطارئ". وأضاف: بالطبع المجتمع الأمريكي منقسم الآن، ولكن حقيقة انتصار الديمقراطيين مع وجود هذا المعدل الكبير للبطالة بالبلاد (8%)، يؤكد أن اختيار الناخبين جاء لصالح الجيل الجديد.
وتابع قائلا إن أوباما ينتهج سياسة خارجية أكثر تسامحا، ويدعو دائما للمفاوضات، حتى ولو كانت مصحوبة بالعقوبات، بشأن البرنامجين النوويين لإيران وكوريا الشمالية على وجه الخصوص.
ودعا توركونوف إلى عدم نسيان أو تجاهل النتائج التي تم التوصل إليها في إطار "إعادة التشغيل"، مضيفا: "غير أنه لا ينبغي بناء الآمال على "إعادة تشغيل" بعينها".
وقال توركونوف: "الأمر الأهم هو إقامة التعاون بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة، على الرغم من استمرار وجود خلافات في المواقف تجاه عدد كبير من القضايا، وهنا ينبغي الانطلاق من مبدأ المتاح".
وأضاف إن موقف الولايات المتحدة تجاه إمكانية إجراء حوار حول منظومة الدرع الصاروخية يبعث على الأمل، مؤكدا استعداد الجانب الروسي، من جهته، لمثل هذه المفاوضات.
المصدر: وكالة "إيتار - تاس" الروسية للأنباء + "روسيا اليوم"