بهمة من آمنوا بوطنهم، واجتمعوا بقلب واحد، عاقدين السواعد بالسواعد، عقد رجال الدين الاسلامي والمسيحي بكل طوائفهم ملتقى الوئام الوطني، حيث عاهدوا الله والوطن والشعب، على السعي لجعل دمشق عصية على الظلام، ودم أبنائها على أبنائها حرام. فكان عهدهم لدمشق، أن يكون كل من يدخلها آمنا بين أهله وإخوانه.
وقال أبو صالح عبد الوهاب بشير أبو فخرشيخ طائفة المسلمين الموحدين في جبل العرب: "سورية ستبقى كما كانت نقطة الضوء الأسطع في ليالي الهزيمة الأروع، من المحيط الشاكي إلى الخليج الباكي، هذا الاجتماع هو تمثيل للألفة الموجودة، وتعبير عن التمسك بالتعاليم السماوية السامية، الناس بني آدم، وآدم من تراب، المسلم أخو المسلم والمؤمن أخو المؤمن، والإنسان أخو الإنسان، هذا الاجتماع ينم عن التآلف والتصافي والمحبة بين أبناء الوطن الواحد سورية الحبيبة".
ملتقى الوئام الوطني لإحياء دمشق، دعا الجهات المسؤولة إلى إطلاق سراح المعتقلين وتسهيل تسوية أوضاع من غرر بهم، وتعويض المتضررين جراء الأزمة، وتنظيم اللجان الشعبية في مؤسسة وطنية، وإنشاء صندوق لمساعدة أبناء من قضـوا خلال الأحداث، على مبدأ أن لا ذنب لابن من حمل السلاح أن يحمل وزر أبيه.
وقال الأب غبريل داود،من بطريركية السريان الأرثوذوكس: "ما ترونه هنا هو الحالة السورية الحقيقية التي عشناها عبر التاريخ، والتي حاولوا ضربها. والآن نعيد بناءها من جديد، لكي نرتقي بسورية التي نحبها ونرضاها لأنفسنا ولكل من يحب سورية".
محافظ مدينة دمشق بشر الصبان وعدد من رجال المجتمع المدني حضروا الملتقى، حيث دعا المجتمعون إلى الاحتكام للعدل ولغة الحوار، ورفض الفتنة والتدخل الخارجي في شؤون سورية.
وقال محافظ دمشق: "لم نترب ولن نربي أبناءنا إلا على ما رأيناه اليوم، للأسف حاول ضعاف النفوس أن يشنوا حربا كونية على سورية من الخارج، مؤامرة لا دين لها، حاولوا كسر سورية لكن سورية كانت عصية عليهم، ودمشق عصية عليهم".
وفي ختام الملتقى وسط إجراءات أمنية مشددة، أدى المجتمعون صلاة مشتركة على أرواح شهداء الوطن، قرب المئذنة العمرية، التي ترتفع في أحد أزقة دمشق القديمة، وبجوار الكنيسة المريمية الملاصقة لها.
المزيد في التقرير المصور