صدر في موسكو بإشراف البروفيسور اناتولي يغورين كتاب يتناول المأساة الليبية التي ادت الى سقوط نظام معمر القذافي واغتياله. ويقدم كتاب " تنحية معمر القافي" الصادر بدعم المركز العلمي الدولي " الحوار الروسي- العربي" نبذة تأريخية عن ليبيا في فترة 1945-2000 وقيام الجماهيرية وسياستها في الفترة الماضية ثم حرب الناتو ضدها والتي استغرقت ثلاثة أشهر والحرب الاهلية وما جلبته من الفوضى والدمار الى البلاد واختتمت بسقوط نظام القذافي.
ان الاحداث المأساوية في ليبيا وحولها في القرن الحادي والعشرين والتدخل العسكري لحلف الناتو في الحرب الاهلية في عام 2011 قد انتهت بإعدام القذافي في ظروف غامضة . وكان القذافي قد تولى السلطة في ليبيا بنتيجة انقلاب عسكري على النظام الملكي في عام 1969 وأسس فيما بعد الجماهيرية العربية الليبية ذات النظام الخالي من المؤسسات التقليدية للسلطة والاحزاب والمنظمات الاجتماعية. ان فترة حكم القذافي لليبيا التي استغرقت 42 عاما قد أثارت ردود فعل متباينة على الصعيدين الداخلي والخارجي. فقد طرح القذافي في البداية في ولعه بطرح المبادرات مشروع الوحدة العربية وبعد فشله ، حاول توحيد البلدان الافريقية في إتحاد على غرار الاتحاد الاوروبي، وحقق بعض النجاح في ذلك. لكنه فشل في تحقيق أماني العديد من شرائح المجتمع الليبي التي انتفضت في سياق " الربيع العربي" مطالبة بالتغيير. وأدى التدخل العسكري الخارجي لدعم الثوار في بنغازي الى اسقاط نظامه. ويشرح المؤلف ظاهرة القذافي الذي نشأ في بيئة بدوية ، وكيف تاثر بالافكار الاشتراكية وقرأ كتاب لينين"الدولة والثورة" واراد تشكيل ايديولوجية اشتراكية عربية تتفق مع تقاليد بلاده.
ويعتبر هذا الكتاب الذي يتناول خفايا الاحداث الثورية في ليبيا أول كتاب من نوعه يصدر باللغة الروسية. علما ان يغورين احد كبار الخبراء في الشؤون الليبية ويقدم في كتابه هذا عرضا لتسلسل الاحداث في الصراع الدامي في ليبيا الذي بدأ في عام 2011 وما زالت آثاره تلقي بظلالها القاتمة على الوضع في داخل البلاد وحولها.