أعلن علماء نفس كنديون في مقالة نشروها في مجلة "PLos One" أن الاطفال الرضع في السنة الأولى يشعرون برضا وارتياح أكبر عندما يتخلون عن اشيائهم الغالية ويقدمونها كهدايا للآخرين دون ان يرف لهم جفن.
واعتبرت لارا أكنين من جامعة بريتش كولومبيا في فانكوفر الكندية أن الأطفال الصغار يروق لهم ابداء محبة الغير حتى فيما يخص أشياءهم الغالية. وأضافت أنه لا يمكن مقارنة شعور الاهداء من جهة بالهدية نفسها، حسبما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء.
وتدحض نتائج هذه الدراسة الرأي الشائع حول أنانية الاطفال. وقد اثبتت دراسات سابقة أن محبة الغير والرغبة في الاهداء تنشأ لدى الطفل وهو في السنة الثانية، فيما ينشأ ميزان العدل والشعور بالذنب عندما يبلغ الطفل 6- 7 أعوام.
وفندت أكنين هذه المعطيات عن طريق اجراء تجربة شملت أطفالا في السنة الاولى طلب منهم التواصل مع لعبة. وكان القائمون على الدراسة يتحكمون في دمية "تحدثت" مع الطفل وقالت له انها تحب البسكويت. ثم بدا للطفل أن اللعبة تناولت البسكويت فعلا.
ثم عرض على الطفل كمية محددة من البسكويت وظهرت أمامه دمية ثانية تخاطبه. وكان على الطفل الاختيار، اما تقاسم البسكويت الذي لديه مع اللعبة واما تناوله دون التقاسم. وخلال هذه اللحظة قيم الباحثون الحالة النفسية للطفل وانفعالاته وعواطفه.
وتبين أن الأطفال المشاركين في الدراسة تقاسموا البسكويت برضا وشعروا بسرور وارتياح حين قدموا جزءا من الكمية المتوفرة لديهم للدمية. واستنتج العلماء بناء على التجربة ان محبة الغير مرتبطة برضاء عاطفي في نفسية الأطفال.