كمزار قرية صغيرة تقع شمالي سلطنة عمان ضائعة بين جبال صخرية تلامس البحر. لا يمكن الوصول اليها الا بالقوارب فقط.. ولا يبدو أن سكانها يهتمون كثيرا بالتوتر الجيوسياسي الشديد الذي يحيط بهم.. فهم يعيشون بهدوء على شاطئ مضيق هرمز الذي يمر من خلاله اكثر من ثلث النفط العالمي المنقول بحرا والذي يشكل رمزا للمواجهة المحتدمة بين ايران والولايات المتحدة.
ويتكلم سكان هذه القرية البالغ عددهم 4 آلاف نسمة لغة فريدة مهددة بالاندثار وهي مزيج بين اللغات الهندو أوروبية والعربية، كما أنها اللغة الوحيدة غير السامية المحكية في شبه الجزيرة العربية على مدى 1400 سنة.
للوهلة الاولى تبدو كمزار منقطعة عن الحضارة، الا انه بات سكانها منذ عقد متصلين بشبكة الانترنت ويتابعون القنوات الفضائية.. وبالرغم من العادات الاسلامية المحافظة باتوا يرسلون ابناءهم الى جامعات مسقط لمتابعة دراستهم.. وكل هذه العوامل تساهم في تعزيز انفتاح سكان القرية على العالم الا انها تؤدي في الوقت نفسه الى اندثار لغتهم الفريدة التي استمرت عبر قرون بفضل العزلة.
ويصادف صيادو كمزار بشكل متكرر السفن الحربية الأمريكية والطرادات العسكرية العمانية وكذلك الإيرانية.. لكن بالرغم من تصاعد حدة التوتر بين ايران والغرب بشأن البرنامج النووي الايراني وتهديدات طهران باغلاق مضيق هرمز لا يبدو سكان كمزار قلقين ازاء كل ما يجري من حولهم.. ويتابعون صيد الاسماك والعيش بهدوء لأنهم عاجزون عن تغيير مسار كل التطورات المحيطة.
المزيد من التفاصيل في تقريرنا المصور