أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق قرار الجمعية العامة الذي اعتمد قبل نحو أسبوعين يدفع باتجاه تأزيم الوضع في سورية أكثر من الدفع باتجاه إيجاد حلول له.
وقال الجعفري في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة 2 مارس/آذار ان مضمون البيان المقدم "لا يبعث أبدا على الارتياح بالنسبة لسورية، وأنا قد فوجئت مع الكثيرين بطريقة التعامل مع الحالة في سورية بلغة نارية تكاد تقترب من حدود التشهير بحكومة دولة مؤسسة لهذه المنظمة الدولية استنادا إلى مجرد تقارير وآراء تصدر عن أوساط سورية معارضة في الخارج تقيم في عواصم دول تناصب سورية العداء وكذلك استنادا إلى تقارير استخباراتية لدول أخرى تعمل ليس فقط على تغيير النظام في سورية كما يقولون وإنما على تغيير الدولة".
وأوضح الجعفري أن مسؤولة العلاقات الإنسانية إدعت بأن دمشق لم تقبل بزيارتها، مشددا على أن الإدعاء بأن الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها باطل.
وكشف الجعفري أن عناصر من تنظيم "القاعدة" قتلت في مدينة حمص، و"لكن السؤال لماذا يغض البعض النظر عن دخول عناصر من القاعدة الى سورية؟".
وفيما يخص كلام كي مون عن أن عسكرة المعارضة السورية ليس الحل، تسائل الجعفري هل "يفترض بالمعارضة أن تكون مسلحة وأقوى من النظام؟"، لافتا الى أن "كلام كي مون سيفسر على أنه غطاء لعمليات المسلحين في سورية".
وأكد الجعفري أن الهدف من الضغط على سورية هو سياسي بإمتياز، معربا عن أسفه لأن كي مون أغفل عن تقريره التطورات السياسية في سورية مثل الدستور الجديد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اعلن الجمعة أن عسكرة الوضع في سورية ليس هو الحل للأزمة السورية، معتبرا أن الإنقسام الدولي حول الوضع السوري يزيد الوضع تدهورا. وأضاف أن السلطات السورية ارتكبت جرائم واضحة وعلى نطاق واسع ضد المدنيين السوريين.
وأعرب بان كي مون الذي كان يتحدث امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك عن قلقه من ان القوات السورية تنفذ بصورة تعسفية اعدامات واعتقالات وتعذيبا في حمص بعدما مُنع الصليب الاحمر من دخول حي بابا عمرو الذي تعرض للدمار. وقال إنه تلقى "تقارير مروعة" بهذا الصدد.
وقد أعلن بان كي مون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "أن مدينة حمص تعرضت أمس الخميس لهجوم كبير" وأن "الخسائر في صفوف المدنيين كانت ضخمة".
ولفت كي مون الى أن الأوضاع الإنسانية في سورية متدهورة جدا، مطالبا الحكومة السورية بالسماح لمسؤولة العلاقات الإنسانية بالدخول الى سوريا، ومشيرا الى أن الحكومة السورية قد فشلت في الوفاء بوعودها وبحماية المدنيين. وأوضح كي مون أن قوة المعارضة تعد ضعيفة مقارنة مع قوة الجيش النظامي، لافتا في نفس الوقت الى أن افراط الجيش السوري في استخدام القوة دمر كل الجهود.
سفير الجامعة العربية السابق لدى الأمم المتحدة: بان كي مون يفضل ان يكون الحل دبلوماسيا وسلميا
هذا واعتبر سفير الجامعة العربية السابق لدى الأمم المتحدة كلوفيس مقصود في حديث مع "روسيا اليوم" من واشنطن كلام بان كي مون عن عسكرة المعارضة بأنه "عنى بذلك ان اي تسليح، وامام قوة الجيش السوري، من شأنه ان يؤدي الى حرب اهلية لذلك فهو يفضل ان يكون الحل دبلوماسيا عبر اقناع النظام بالتجاوب مع المشاريع الاصلاحية وسماحه بمشاركة عملية في الحكم للمعارضة بكافة اطيافها".
المصدر: وكالات