اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة 17 فبراير/شباط انه يجب تشديد الضغط على دمشق، وان الاجراءات المتخذة حاليا بهذا الشأن ليست كافية.
وقد قال كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع ساركوزي عقد في اعقاب مباحثاتهما بقصر الاليزيه انه "من الضروري بذل كل ما في وسعنا للضغط على بشار الاسد بهدف وقف اراقة الدماء". وذكر رئيس الحكومة البريطانية عددا من الاجراءات المتخذة من بينها قرار الجمعية العامة واجتماع "اصدقاء سورية" المرتقب في تونس، وعقوبات فرضها الاتحاد الاوروبي، والاتصال الدائم مع المعارضة السورية، والمساعدات الانسانية، إلا انه قال ان "ذلك لم يعد كافيا. وسنواصل العمل مع شركائنا على هذا الاتجاه".
من جانبه اشار ساركوزي الى ضرورة تشديد عقوبات الاتحاد الاوروبي المفروضة على سورية، موضحا انها يجب ان تكون "موجهة ضد القيادة السياسية في البلاد، وليس ضد الشعب".
واضاف ان احد الاتجاهات ذات الاولوية هو دعم المعارضة السورية. وقال: "يجب ان نساعدهم على التوحد وتنظيم صفوفهم"، مشيرا الى ان "الثورة السورية لا يمكنها ان تتحقق بدون الشعب السوري".
خبير قانون الدولي: لدى الغرب اهداف سياسية في سورية لكن الامور تسير باتجاه لا يرضيه
وفي هذا السياق قال الدكتور داود خير الله أستاذ القانون الدولي في جامعة جورج تاون الامريكية في حديث لقناة "روسيا اليوم" انه "من الصعب تحديد دوافع بعض الدول الغربية للاهتمام بسورية".
واضاف الاستاذ قوله: "اذا كانت هي دوافع انسانية، فليست هناك مصداقية لمثل هذا القول لان سلوكهم بالنسبة الى الشعب الفلسطيني او ما يجري في البحرين لا يدل على ذلك اطلاقا".
وتابع داود خير الله قائلا ان "هناك هدفا سياسيا معينا لاقصاء حكم الرئيس بشار الاسد"، ولكن الاسد، وفقا لاستطلاعات عديدة للرأي، لا يزال يتمتع بتأييد اغلبية المواطنين في سورية، حسب قوله. واضاف انه لذلك فان "اللجوء الى تسليح المعارضة واثارة الفتنة الداخلية واغراق سورية في حرب اهلية دامية، يبدو انه الخط الذي يتبعه بعض الدول الغربية في سورية". وقال الاستاذ انه "يبدو ان الوقائع على الارض تسير باتجاهات تخالف ما يتمنون".
محلل سوري: مؤتمر "اصدقاء سورية" بديل للقرار الأممي الذي لم ينجح
اعتبر المحلل السياسي حسين العودات في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" أن مؤتمر ما يعرف بـ"أصدقاء سورية" المزمع انعقاده الاسبوع المقبل في تونس، يأتي كبديل عن قرار مجلس الأمن الذي لم ينجح، بسبب الفيتو الثنائي الروسي ـ الصيني.
واشار الى ان دعوة ساركوزي للمعارضة السورية إلى التوحد حتى يتمكن الآخرون من مساعدتها منطقية لتتمكن الدول فعلا من مساعدتها، واعتبر في هذا الصدد ان المعارضة قادرة على ان توحد نفسها، لكن بعض اطرافها لا ترغب بجدية بذلك. ورجح المحلل ان السلطة لا تريد تغيير اساليبها على الاطلاق اذ انها تعول على ان الاسلوب الامني قادر على حل الأزمة.
المصدر: "ايتار - تاس"