توفي صباح الاثنين 13 فبراير/شباط الفريق محمد العماري، قائد أركان الجيش الشعبي الجزائري السابق، في مستشفى طولقة بولاية بسكرة جنوب شرق العاصمة الجزائر عن عمر ناهز 73 سنة إثر سكتة قلبية.
وكان الفريق العماري في بلدته الاصلية في ولاية بسكرة (425 كلم جنوب شرق الجزائر) عندما اصيب بوعكة صحية نقل على اثرها الى مستشفى طولقة حيث لفظ انفاسه الاخيرة، كما صرح شقيقه خالد لوكالة الانباء الجزائرية.
وكان محمد العماري من أبرز الشخصيات العسكرية في الجزائر و من صانعي قرارها، وقد ولد في الجزائر العاصمة عام 1939 ودرس فنون الحرب بمدرسة "سيمور" بفرنسا ثم انتقل بعد ذلك إلى روسيا حيث قام بدورات تدريبية متعددة في المجال العسكري.
وفي عام 1961 التحق العماري بجيش التحرير الوطني الجزائري، وبعد الاستقلال شغل مناصب عسكرية عديدة وهامة، أبرزها قائد المنطقة العسكرية الخامسة وقائد القوات البرية وقائد الأركان العامة للجيش الجزائري وذلك حتى 2004.
ولعب محمد العماري دورا محوريا في التسعينيات فما يسمى " بالعشرية السوداء" في الجزائر، التي استمرت طوال عقد التسعينيات، إذ سخر كافة الإمكانيات العسكرية والاستخباراتية اللازمة لمحاربة الإرهاب، وكان يعرف بمعاداته الشديدة للإسلاميين وللحوار والمصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد وصوله إلى السلطة.
وفي بداية الحرب على الارهاب قاد العماري قوة خاصة تتشكل من الجيش والدرك والشرطة مهمتها ملاحقة الاسلاميين المسلحين، وكان نجاحه في المهمة سببا في تعيينه رئيسا لاركان الجيش الجزائري.
واستقال العماري من منصبه في 2004 بعد ثلاثة اشهر على اعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثانية بعد خلاف معه دام لعدة شهور بعدما صرح ان الجيش لن يتدخل في السياسة وسيكتفي بالمهام التي خولها له الدستورلا اكثر ولا اقل.
وكان اشهر تصريح له عندما اعترف في يوليو/تموز 2002 ان الجيش تدخل في السابق في المشاكل السياسية للبلاد عند الغاء نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية في 1992 التي فازت فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ.
هذا وتباينت ردود الفعل حول وفاة محمد العماري على المواقع الجزائرية، فثمة من قال أن رحيله يشكل خسارة كبيرة للجزائر ولمعسكر الديمقراطيين، وثمة من اتهمه بقتل الآف الجزائريين خلال "العشرية السوداء".
المصدر: وكالات