أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" أن موسكو مستعدة لاستقبال ممثلي كل الأطراف السورية في موسكو لإجراء حوار فيما بينها، مشيرا إلى أن المعارضة السورية والقيادة الرسمية تتحملان المسؤولية عما يجري في البلاد.
ونقدم لكم هنا نصا كاملا للمقابلة.
- ما هي الخطوات الجديدة التي ستتخذها روسيا لنزع فتيل النزاع في سورية؟
نتعاون مع كل أطراف النزاع. وبعد زيارة سيرغي لافروف وميخائيل فرادكوف إلى دمشق، تمت عدة اتصالات على مستوى رئاسي مع الزعماء العالميين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء التركي. ووزير الخارجية الروسي يتشاور بشكل نشط مع نظرائه الغربيين والعرب، ونبقي على تنسيق متين مع شركائنا الصينيين. ونستمر في التعامل مع ممثلي المعارضة السورية، وقد اجتمع السفير الروسي في دمشق مع المعارضة السورية الداخلية هذه الأيام. لدينا اتصالات مع المعارضة السورية في بلدان أخرى مثل فرنسا وتركيا، ودعوتنا الوحيدة هي حل كل القضايا السورية عبر الحوار الوطني البناء بمشاركة كل القوى السياسية والاجتماعية، السلطة والمعارضة الداخلية والخارجية. وقد تقدمنا بمبادرة لإجراء مثل هذا الحوار في موسكو، من الممكن أن تكون هناك مشاورات تمهيدية من أجل توضيح مواقف المشاركين في الحوار، ثم يمكن استمرار هذا الحوار تحت إشراف الجامعة العربية التي نتعاون معها بشكل نشيط جدا. وكل يوم يتكلم وزيرنا لافروف هاتفيا مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، وعندنا عدد من الأفكار الجديدة. بالنسبة للمعارضة السورية، لا أرى أنها الوحيدة المسؤولة عما يجري في البلاد. هذه المعارضة تتكون من تيارات مختلفة ، علمانية ودينية، يسارية ويمينية، انها ليست معارضة موحدة، بل تتكون من أناس من مختلف الآراء والعقائد والأسلوب، وأرى أن المعارضة السورية الجدية لا تشارك في أعمال إرهابية أو تخريبية، وندعو المعارضة الحقيقية الى أن تتجنب الأعمال الإرهابية، بما فيها الأعمال الإرهابية التي حدثت يوم الجمعة في مدينة حلب، حيث قتل وأصيب أناس ابرياء. البعض يحاول تحميل المسؤولية للسلطات بهدف الطعن في سمعتها ومثل هذه التصريحات بعيدة عن الحقيقة والواقع، كما انه من المستحيل أن تدعم المعارضة السورية الجدية مثل هذه الأعمال التي تستهدف المواطنين السوريين. والسلطة السورية مهما كانت، في الوقت الراهن أو في المستقبل، تتحمل جزءا من المسؤولية عما يجري في البلاد.
- هل تنوي روسيا المشاركة في بعثة المراقبين المرتقبة إلى سورية؟
يوم السبت يعقد في الرياض اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وفي يوم الأحد سيعقد في القاهرة الاجتماع الوزاري غير العادي للجامعة العربية لبحث مبادرات جديدة، بما فيها التوجه إلى مجلس الأمن بهدف توسيع بعثة المراقبين، لتكون مشتركة من ممثلي الجامعة ومجلس الأمن.نحن نملك هذه الخبرة المشتركة فيما يخص الأزمة الليبية والوضع في اليمن. اللافت أن هذه العملية المشتركة تسير بنجاح في اليمن. روسيا تستطيع المشاركة في هذه البعثة، لكن الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر تحتاج إلى التدقيق والمناقشة. الأفكار التي تناقش الآن في الجامعة العربية تبدو لنا مقبولة وإيجابية وقبل كل شيء وقف العنف من أي طرف كان، وإرسال بعثة المراقبين. ودائما دعمنا هذه البعثة وتوسيعها، النقطة المحورية هي الحوار الوطني بين السوريين أنفسهم، لكي يحلوا مشاكل بلادهم ويقرروا شكل الحكم السياسي والإصلاحات الديموقراطية.
- في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتفاقم في سورية هل تنوي روسيا تقديم مساعدة إنسانية إلى المدنيين؟
روسيا تستمر في التعاون الاقتصادي والتجاري والإنساني مع الجمهورية السورية، وخلافا للبلدان الغربية وبعض الدول العربية لم نفرض أي عقوبات أحادية الجانب على هذا البلد. نعتقد أن هذه العقوبات ستؤثر سلبا على الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في سورية ولا ننوي المشاركة فيها، بالعكس نحن نطور التعاون بيننا، بما في ذلك تصدير النفط والمواد الأولية، والآن ندرس طلبات السلطات السورية التي استمعنا إليها من الوزارات والمؤسسات المختلفة خلال زيارتنا الأخيرة إلى دمشق، وطبعا سنلبي هذه الطلبات لكي نساعد الشعب السوري في هذه الفترة الصعبة.