قال المعارض السوري فايز سارة في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" إن المعالجة الأمنية التي اعتمدتها سلطات دمشق للأزمة السورية حوّلها إلى أزمة مستعصية وأدى بها في النهاية إلى طريق التدويل.
وردا على سؤال حول الاحداث الاخيرة التي تجري بالقرب دمشق قال المعارض السوري ان هناك اليوم تطورات أمنية هامة تجري حول العاصمة ولاسيما في المناطق الشرقية من الغوطة التي تحيط بجزء كبير من دمشق وهي الفاصلة ما بين طريق دمشق ـ حلب ومطار دمشق الدولي. وليس هناك تقديرات دقيقة للنتائج العملية والسياسية التي تترتب على مثل هذه الاشتباكات. ومنذ البداية كان يمكن أن يكون حل الأزمة سوريا وبأيدي سورية وكان الأمر يتطلب مجرد تعاون بسيط ما بين السلطة والمعارضة والشارع. وكان لدى السلطة امكانيات للمضي بهذا التعاون الى أبعد من الحل المؤقت عبر القيام بعملية اصلاح جوهري تضع البلاد أمام تحولات سلمية هادئة ومتدرجة لتغيير نمط الحياة في سورية. لكن للأسف الشديد اللجوء الى الحل الأمني من جانب السلطات جعل هذه القضية مستعصية.
وبشأن آفاق الأزمة في سورية قال سارة أن ما يجري في سورية وما يجري في علاقاتها الاقليمية والدولية يدفع الأزمة إلى التدويل، فهي الآن على أبواب مجلس الأمن وهذا يعني انها اضحت ازمة تتدخل فيها كل القوى العالمية. هذا الوضع بتعقيداته يمكن ان يقودنا، للأسف، الى تدخل عسكري تحت البند السابع. وهذا التدخل في أحد وجوهه قد يدفع البلاد نحو منزلقات الحرب الاهلية. وهناك فرصة، رغم انها ضعيفة ، لايجاد حلول ومعالجات خارج الفعل المسلح.
فايز سارة: تجميد مهمة المراقبين في سورية يمثل تطورا طبيعيا لموقف الجامعة
واعتبر سارة في تصريح لقناة "روسيا اليوم" إن تجميد مهمة المراقبين العرب في سورية يمثل تطورا طبيعيا لموقف الجامعة العربية بعد قرارها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
وأوضح سارة ان اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية ومجلس وزراء خارجية العرب طالما قرروا رفع توصياتهم بصدد حل ومعالجة الأزمة في البلاد الى مجلس الأمن فكان يفترض بشكل طبيعي ان تتوقف هذه البعثة عن عملها لأنه لا يستقيم بالفعل ان يكون هناك استمرار لعمل البعثة مع التوجه نحو أخذ الملف السوري الى مجلس الأمن.
واضاف سارة: بطبيعة الحال ان ايصال الملف السوري الى مجلس الامن يعني نقل العملية السياسية او المبادرة العربية من مستواها الاقليمي الى المستوى الدولي.