أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ان 38 شخصا لقوا مصرعهم يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول، عندما اشتبكت قوات الأمن المتظاهرين المناهضين للنظام الذي خرجوا الى الشوارع تحت شعار "جمعة الزحف الى ساحات الحرية".
وذكرت الهيئة ان القتلى سقطوا في حمص ودرعا وحماة وإدلب وريف دمشق في أثناء زيارة المراقبين، لكن لم يمنع هذا قوات الأمن من التصدي للمظاهرات بعنف، حسب الناشطين السوريين.
ففي مدينة حمص أطلق قناصة النار على المعتصمين في ساحة الخالدية، كما عثر بالمدينة على جثامين 5 أشخاص بعد اعتقالهم مساء الخميس، كما توفي شخص آخر متأثرا بجروح أصيب بها صباح الجمعة، حسب ما أعلنته الهيئة العامة.
وقال ناشطون إن العديد من الجرحى سقطوا عندما فتحت قوات الجيش النار لتفريق مظاهرة في دوما بضواحي دمشق.
وأضاف الناشطون أن ما لا يقل عن 5 متظاهرين قتلوا في درعا، بينما سقط 5 آخرون في حماة.
من جانب آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 5 من افراد قوات الامن لقوا حتفهم ايضا في اطلاق رصاص في مدينة حمص كما قتل خمسة أشخاص في مدينة حماة وخمسة اخرون في مدينة درعا في تظاهرات تحدت قوات الجيش والشرطة.
وأضاف المرصد ان 24 شخصا على الاقل اصيبوا بجراح في بلدة دوما القريبة من العاصمة السورية.
وتأتي مظاهرات الجمعة تلبية لدعوة ناشطي المعارضة السورية الى التوجه الى الساحات العامة في اول جمعة بوجود مراقبي الجامعة العربية الذين انتشروا في العديد من المدن السورية.
ومنذ وصول المراقبين الاثنين الماضي قتل 120 سوريا حسب ناشطي المعارضة.
مظاهرات مؤيدة للنظام تخرج في عدد من المدن السورية
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية ان مظاهرات حاشدة خرجة في محافظات دمشق وريفها وحلب وحمص واللاذقية وطرطوس والسويداء والحسكة "رفضاً للتدخل الخارجي وتأكيداً على الوحدة الوطنية والإصرار على التصدي للمؤامرة التي تتعرض لها سورية".
ففي دمشق توافدت حشود كبيرة إلى ساحة السبع بحرات رفضا للتدخل الخارجي ودعما لبرنامج الإصلاح مؤكدين أن وعي الشباب السوري كفيل بإسقاط المؤامرة التي تستهدف سورية لثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية، حسب ما ذكرته "سانا".
انفجار عبوتين ناسفتين في دير الزور وحلب وتفكيك أخريين في حماة
ذكرت وكالة "سانا" ان مجموعة مسلحة أقدمت على إطلاق النار على سيارة عميد متقاعد في موقع جسر التمانة أثناء عودته وأسرته الى قريته في تقسيس بريف حماة. وأضافت الوكالة ان إطلاق النار على السيارة أدى إلى مقتل ابنة العميد وإصابة زوجته وولده وابنته الأخرى بجروح بعضها خطير حيث جرى نقلهم إلى مشفى السلمية الوطني.
وذكرت "سانا" ان عبوة ناسفة انفجرت في دير الزور، زرعتها مجموعة مسلحة قرب جامع الروضة، مضيفة ان الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات. كما انفجرت عبوة ناسفة زرعتها مجموعة مسلحة في مدينة الباب بريف حلب دون وقوع أي إصابات.
وفي حماة فككت عناصر الهندسة عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة مسلحة بجانب جامع عبد الرحمن بن عوف بينما انفجرت عبوتان اخريان في حي الصابونية دون وقوع أي إصابات.
المجلس الوطني السوري: فشل المراقبين ينذر بالصراع المسلح
قالت بسمة قضماني عضوة قيادة المجلس الوطني السوري يوم الجمعة ان المزيد من السوريين ربما يختارون اللجوء الى استخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد اذا فشلت بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في تسليط الضوء على ما وصفته بالقتل الجماعي للمحتجين.
وقالت قضماني في تصريح لوكالة "رويترز" ان المعارضة تخشى ألا يرى المراقبون حقيقة ما يحدث على ارض الواقع ومن أن تقريرهم ربما يكون ضعيفا.
وأضافت أن حكومة الاسد لم تسمح للمراقبين بالحركة بحرية او التواصل مع شهود عيان مستقلين بشأن القمع.
وأضافت قضماني في مقابلة أجريت معها في دبي ان الخطر يكمن في أن يصور المراقبون الازمة في سورية على انها صراع بين جماعتين مسلحتين وهو ما من شأنه ان يثني الجامعة العربية عن احالة القضية السورية الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
واضافت ان فقدان الثقة في الدول العربية والعالم الخارجي سيزيد الاحباط ويقوي صوت من يدعون الى تحويل الازمة الى صراع مسلح.
وتابعت تقول ان البعض سيقولون ان السبيل الوحيد لمواجهة مثل هذه القوة هو الرد بالقوة، مشيرة الى أن هذا التوجه قوي لان الناس يدفعون ثمنا باهظا لمواصلة المقاومة سلميا.
المصدر: وكالات