روسيا ليست بحاجة الى سباق التسلح. لكنها تدفع باتجاهه. اعلن ذلك نيقولاي ماكاروف رئيس هيئة الاركان الروسية في لقاء سنوي عقد يوم 7 ديسمبر/كانون الاول بالملحقين العسكريين الاجانب المعتمدين في موسكو.
واعاد ماكاروف الى الاذهان ان الرئيس الروسي اعلن في قمة الناتو في لشبونة استعداد روسيا للمشاركة في انشاء درع صاروخية في اوروبا وعرض ما يسمى بمبدأ توزيع المسؤوليات بحسب القطاعات وهو ماتم رفضه. وقال ماكاروف :" نحن اقترحنا احتمالا آخر يقضي بنشر الوسائل الضاربة للدرع الصاروخية كيلا يشمل نصف قطر اطلاقها الاراضي الروسية، وذلك في حال أرادت بلدان الناتو الدفاع عن نفسها اعتمادا على قواتها. اما نصف قطر اطلاق الوسائل الضاربة للدرع الصاروخية الروسية فيبقى في هذه الحال داخل الاراضي الروسية. فلم يقبل هذا الاحتمال ايضا".
واضاف ماكاروف قائلا:" نحن جاهزون للنظر في احتمالات اخرى. لكنهم لا يعرضون علينا شيئا ولا نسمع سوى تصريحات فارغة بان الدرع الصاروخية الاوروبية لا تشكل خطرا على القوات النووية الاستراتيجية الروسية".
واشار ماكاروف الى ان الحسابات التي قام بها بعض الباحثين في اوروبا والولايات المتحدة قد أكدت انه حتى ما يتوفر حاليا داخل منظومة الدرع الصاروخية في اوروبا يؤثر في القدرة النووية الروسية.
وحذر ماكاروف متوجها الى الملحقين العسكريين من ان "إنشاء الدرع الصاروخية في اوروبا قد يعقد علاقاتنا". وقال:" قد تحادث الرئيس الروسي ووزير الدفاع الروسي وأنا بصفتي رئيس الاركان العامة الروسية مع الزملاء في معظم الدول الاوروبية. وقال الكثير منهم ان هذه المشكلة يجب ان تحل مع الولايات المتحدة. لكن الحديث يدور حول أوروبا." واضاف قائلا:" لماذا يتم الفصل بين روسيا واوروبا؟ وفي مصلحة من ذلك؟ ونحن جاهزون للتعاون في انشاء الدرع الصاروخية الاوروبية. فلماذا يعتبر هذا الامر غير مقبول؟ ألا يعني ذلك ان احدا ما مستفيد من ذلك".
ونوه ماكاروف قائلا:" نحن نتابع رد فعل شركائنا على بيان الرئيس الروسي حول الرد المتكافئ على نشر الدرع الصاروخية في اوروبا. وقد بدأنا تطبيق الخطوات التي ينص عليها هذا البيان. لكننا لسنا بحاجة الى ذلك ونكرر هذا الامر مرة اخرى ونعود لنتصرف بحذر وعدم الثقة بدلا من الاعتماد على الثقة المتبادلة ولا يعتبر هذا الامر مفيدا لاوروبا".
واعاد ماكاروف الى الاذهان ان اوروبا وروسيا ما زال لديهما وقت للاتفاق بحسب قول الرئيس الروسي. وقال:" لا بد من بذل جهود سياسية كي نعيش في عالم اكثر استقرارا".
وابرز ماكاروف اقوال الشركاء في المحادثات الذين يقولون ان الدرع الصاروخية في اوروبا هي مستقبل بعيد اي اعوام 2018 – 2020 . وقال:" لكننا نشهد وتائر سريعة لانشاء الدرع الصاروخية في اوروبا ليس في مسارات جنوبية اعلنت سابقا، الامر الذي يثير قلقنا. وفي طبيعة الحال فاننا نضطر الى اتخاذ التدابير الآن وليس في عام 2018 كيلا نخسر".
و ختم ماكاروف بقوله:" نواجه الان حدثا جديا يحدد مستقبلنا. وليست روسيا بحاجة الى سباق التسلح لكنها تساق اليه".
المصدر:" وكالة " إيتار - تاس" الروسية للانباء.