قال سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، ان الاضطرابات في سورية تستثيرها ليست السلطات بقدر ما تستثيرها المجموعات المسلحة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بموسكو مع نظيرة الايسلندي اسور سكربيدنسن يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال الوزير الروسي "ان المسلحين يعاملون المواطنين المسالمين بقسوة شديدة ويمس هذا ليس أفعال السلطة فقط، فلقد ازدادت في الفترة الاخيرة اكثر فاكثر العمليات الاستفزازية التي تقوم بها المجموعات المسلحة لاستثارة الاضطرابات".
واضاف الوزير ان على كافة الدول التي تربطها علاقة باي طرف من الاطراف المتنازعة في سورية بذل الجهود من اجل اجبارها على التخلي عن اعمال العنف. وقال "وهذا يشمل ايضا اعمال السلطات، ولكن هذا يغدو حيويا بقدر أكبر حيال تلك المجموعات المسلحة في سورية التي لها علاقات مع عدد من البلدان الغربية والبلدان العربية، وهذا معروف للجميع".
واعلن لافروف عن وجود رعايا اجانب ضمن هذه المجموعات المسلحة التي تحصل على الاسلحة من الخارج.
الدعوة الى حظر توريد الاسلحة الى سورية ليست نزيهة
واعتبر لافروف الدعوة الى فرض حظر على توريد الاسلحة الى سورية بصورة تامة بانها دعوة غير نزيهة، وان موسكو ستنظر الى هذه الدعوة مع الاخذ بنظر الاعتبار درس ليبيا.
وقال "ان المقترحات التي تدعو الى فرض حظر على توريد اية اسلحة الى سورية هي مقترحات غير نزيهة. اننا سننظر الى هذه الدعوات اخذين بالاعتبار الدرس الليبي".
وذكر لافروف انه دون النظر الى قرار مجلس الامن الدولي الخاص بحظر توريد الاسلحة الى ليبيا، استمرت بعض الدول الاجنبية بتوريد السلاح الى البلاد لاحد طرفي النزاع، ولم يخفوا هذه الحقيقة.
وقال: "لقد عملت في ليبيا مجموعات من القوات الخاصة لعدد من الدول الاوروبية، وجرى الحديث عن هذه الحقيقة علنا وبلا خجل، مع وجود قرار مجلس الامن الدولي الذي يحظر ذلك بصورة واضحة، أي انها خرقت القرار بتحدي".
لافروف يدعو الى التخلي عن لهجة الانذارات في الحديث مع سورية
واعلن لافروف عن ضرورة التخلي عن لهجة الانذارات في الحديث مع سورية.وقال "ان الشئ الرئيسي الان هو التخلي عن توجيه الانذارات والعمل من اجل نقل الامور الى مسار سياسي".
وحسب قوله "ان كافة الدول ومن ضمنها تلك التي تطالب باتخاذ اجراءات ما ضد سورية، اتخذت موقفا مغايرا من الاوضاع في اليمن، حيث استمرت المفاوضات اشهرا عديدة حول الاتفاق على الخطة السلمية التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي".
واضاف "وفي النتيجة وبابداء الصبر والاصرار والتاثير على كافة اطراف النزاع بصورة متكافئة ، توصل المجتمع الدولي الى ان يتم توقيع الخطة، وظهرت لدينا فرصة حقيقية لاستقرار الاوضاع في اليمن".
وحسب قوله: "ان مثل هذا الامر تتطلبه المشكلة السورية، لانه بلهجة الانذارات التي تنتهجها بعض الدول ومن بينها اعضاء في الجامعة العربية لا يمكن حل هذه المشكلة".
وقال: "نحن نعول على ان اصدقاءنا في جامعة الدول العربية التي تتطور شراكتنا الاستراتيجية معها ان تبدي المسؤولية الكاملة عما يجري في منطقتها وان تسترشد بمصالح شعوب بلدانها وبمصالح الاستقرار والامن والتعاون. وان تلتزم طبعا بالقواعد التي اعدت في الجامعة العربية من اجل اصدار القرارات اللازمة".
تقرير خبراء الامم المتحدة لا يعكس وجهة النظر الرسمية للمنظمة
واعلن لافروف ان تقرير خبراء هيئة الامم المتحدة الذي يشير الى ان سورية اقترفت جرائم ضد الانسانية لا يعبر عن وجهة النظر الرسمية للمنظمة، بل يعبر عن وجهة نظر ممثلي سكرتارية منظمة الامم المتحدة.
وقال ردا على سؤال لاحد الصحفيين طلب التعليق على تقرير خبراء المنظمة المنشور "انا لم اسمع بتقييم هيئة الامم المتحدة كمنظمة بالشكل الذي ذكرتموه. هناك تصريحات لممثلي سكرتارية الامم المتحدة، دون ان يخولهم احد بذلك".
واضاف "ان موقف هيئة الامم المتحدة تعبر عنه الجهات الرسمية للامم المتحدة: مجلس الامن الدولي والجمعية العمومية، وهذه لم يصدر عنها أي شيئ".
وكان التقرير الذي اعدته لجنة الخبراء المدافعين عن حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ونشر في جنيف يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني، يشير الى ان قوات الامن السورية اقترفت خلال قمعها للاضطرابات الشعبية في البلاد "جرائم ضد الانسانية".
وحسب معطيات الامم المتحدة فان عدد ضحايا الاضطرابات في سورية تجاوز 3.5 الف شخص، في حين تقول معطيات الحكومة السورية ان عدد الضحايا بلغ اكثر من 1.5 الف شخص من الجانبين بينهم اكثر من 1.1 الف من عناصر قوات الامن.
هذا وتعتبر سورية احدى اكبر مستوردي السلاح الروسي في المنطقة. ويتم حاليا تنفيذ العقد الخاص بتوريد منظومات الصواريخ الساحلية "باستيون" مع صواريخ "ياخونت" المجنحة المضادة للسفن وذات سرعة تفوق سرعة الصوت.
وبلغت قيمة العقود المبرمة حتى بداية سنة 2011 بين سورية وروسيا 3.5 مليار دولار. ومن بين العقود التي تم تنفيذها توريد 36 منظومة للصواريخ المضادة للجو من طراز " بانتسير - ا أس" وتحديث دبابات " ت - 72 " وطائرات " ميغ - 29 " في سورية.
وتضم العقود المبرمة ايضا توريد 24 مقاتلة من طراز " ميغ - 29 أم/أم 2 " و8 كتائب صواريخ " بوك أم 2 أي" المضادة للجو.
وسبق ان صرح فيتشسلاف دزركالن نائب رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني لوكالة "نوفوستي" ان روسيا لم توقف توريد الاسلحة الى سورية بموجب العقود المبرمة سابقا " لعدم وجود قيود على توريد الاسلحة الى سورية".
المصدر: وكالتا " انتر فاكس" و"نوفوستي" للانباء
خبير أمريكي: الموقف الروسي ضد إرادة الشعب السوري ومازال هناك وقت للحوار
قال الخبير الأمريكي في الشؤون السورية ستيرلينغ جيسين في لقاء مع "روسيا اليوم" إن الموقف الروسي ضد ارادة الشعب السوري والموقف العالمي، وإنه يجب وقف توريد الأسلحة للنظام للحد من قتل المتظاهرين.
وأعرب عن اعتقاده أنه مازال هناك مزيد من الوقت للحوار، وأنه يجب انتظار نتائج العقوبات العربية على سورية للنظر في الخطط المستقبلية.