أحيت أوركسترا لندن الملكية حفلاً موسيقياً في موسكو، قدمت من خلاله روائع الفرقة السويدية الأشهر ABBA.
وعلى الرغم من ان القاعة التي شهدت الحفل لم تكن مكتظة بالجمهور، إلا انه وبكل تأكيد كان هذا الجمهور من المعجبين المخلصين لـ "آبا"، الذين لم يأتوا لمجرد الترفيه بل رغبة منهم بالعودة بالذاكرة الى سنوات طويلة خلت، رافقتهم خلالها أغاني الرباعي الأسطوري، بأداء أوركسترا حققت شهرة عريضة في بريطانيا وخارجها، بأدائها لكلاسيكيات الموسيقى العالمية ولأغاني فرق معاصرة على حد سواء.
وقد استهل قائد الأوركسترا ماثيو فريمان الحفل بدعوة الجمهور الى الغناء والرقص مما أثار دهشتي في بادئ الأمر اذ قلت في نفسي ... الغناء ربما .. لكن الرقص !
إلا انه ومنذ اللحظات الأولى للعرض، وما ان صدحت الأحرف الموسيقية الأولى لـ gimme gimme gimme، حتى بات واضحاً ان الجمهور جاء ليتفاعل وليعبر عن حبه الكبير لفرقة عظيمة، تحولت أغانيها الى رموز موسيقية واكبت سبعينات وثمانيات القرن الماضي، ولا تزال ترافق الجيل الجديد الذي تعرف على أغاني "آبا" من خلال إعادة إحيائها في ميوزكل mamma mia الذي جاب العالم وحقق شهرة منقطعة النظير، بالإضافة الى نجوم الفن الحديث الذين يلجأون لألحان بني أندرسون وتوأم روحه بيورن أولفيوس في أغانيهم، وربما مادونا أشهر هؤلاء.
انتهى الحفل الذي استمر قرابة 3 ساعات سريعاً، عزفت أوركسترا لندن الملكية خلالها العديد من أغاني الفرقة السويدية التي انتشرت على نطاق واسع، وكان من الصعب إرضاء كل من حضر الحفل اذ ان الكثير من الأغاني ظل خارج تغطية الأوركسترا.
وعندما كان ماثيو فريمان يغادر المنصة وهو يلوح بيده للحضور، كان الجمهور المتعطش للفن الحقيقي يقابله بتصفيق حار يجبره والمغنيتين الرائعتين ماري كيروي وريا جونز على العودة الى المسرح، ليلوح مجدداً بيده ولكن لأعضاء الأوركسترا الملكية هذه المرة، لتصدح مجدداً dancing queen وwaterloo، الأغنية التي اكتسبت بفضل "آبا" معنى الانتصار عوضاً عن الهزيمة ابتداءً منذ عام 1974 حين فازت السويد للمرة الأولى في eurovision، ولتؤكد في حفل خاص بمناسبة اليوبيل الذهبي للمسابقة انها الأفضل بين الأغاني الفائزة بجائزتها الأولى، فتحولت القاعة بالفعل الى حلبة رقص صاخبة، طغت فيها أحياناً أصوات المعجبين الشباب بموسيقى "آبا".
لابد من الإشادة بقائد الأوركسترا ماثيو فريمان الذي أبدع بتوزيع ألحان أندرسون - أولفيوس، دون السعي الى التميز وإظهار براعاته على حسابها، فكان لقاءً جمع بين قمة اسكندنافية وأخرى قادمة من مدينة الضباب، ليلهب إحدى ليالي موسكو الباردة بأغان مزجت وبمهارة استثنائية بين عذوبة اللحن وروعة الإيقاع.
علاء عمر لموقع "روسيا اليوم"