أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مقال نشرته يوم السبت 18 يونيو/حزيران صحيفة "الشرق الأوسط"، ان بلادها تنوي زيادة العزلة الدولي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وكتبت الوزيرة في المقال بعنوان "لا عودة إلى الوضع السابق في سورية": "مع استمرار القمع العنيف في سورية أظهر الرئيس الأسد أن اهتمامه بالتشبث بسلطته أكثر من اهتمامه بشعبه". وقالت كلينتون في اشارة الى الحملة الحكومية العنيفة لقمع الاحتجاجات بسورية لقد بات من الواضح ان الرئيس الأسد قد قرر خياره.
وأشارت كلينتون الى انه ينبغي ألا يكون هناك أي شك في طبيعة الاحتجاجات في سورية، مؤكدة ان أبناء الشعب السوري، شأنهم شأن التونسيين والمصريين والليبيين وغيرهم من أبناء الشعوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يطالبون بحقوقهم المعترف بها دوليا.
وذكرت انه إذا كان الرئيس الأسد يعتقد أن الاحتجاجات استثارها محرضون من الخارج، كما ادعت حكومته، فإنه على خطأ. وتابعت قائلة: "صحيح أن بعض الجنود السوريين قتلوا، ونحن نأسف لفقدان أرواحهم أيضا. لكن الأكثرية الساحقة من الإصابات والضحايا كانت بين المدنيين العزل من السلاح".
واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية ان الرئيس الأسد يظهر وجهه الحقيقي من خلال تبنيه الأساليب القمعية التي تمارسها حليفته إيران ويضع سورية على مسار يحولها إلى دولة منبوذة.
وقالت كلينتون ان الأسد من خلال تبعيته لإيران، يضع نفسه ونظامه في الجانب الخاطئ من التاريخ. وأضافت ان حملة القمع العنيفة التي يمارسها الرئيس السوري ادت إلى تقويض مزاعمه بأن يكون مصلحا، مشيرة الى انه كان يقدم التعهدات والوعود لسنوات، ولكن كل ما يهم الآن هو أفعاله.
وتابعت كلينتون قائلة: "فإذا كان الرئيس الأسد يعتقد أنه يستطيع المضي في ما يقوم به دون عقاب لأن المجتمع الدولي يأمل في تعاونه في القضايا الأخرى، فهو أيضا مخطئ في هذا. ومن المؤكد أنه يمكن الاستغناء عنه وعن نظامه.
وأضافت كلينتون ان سورية تحت حكم الاسد أصبحت مصدر زعزعة للاستقرار في المنطقة بصورة مطردة، مشيرة الى ان تدفق اللاجئين على تركيا ولبنان، وإذكاء التوترات في الجولان هما برهان يبدد التصور بأن النظام قلعة من الاستقرار الإقليمي يجب صونها.
وطرحت كلينتون في ختام المقالة السؤال "ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل سورية"، فأجابت بنفسها: "إنه أمر لا رجعة في ذلك". وتابعت قائلة ان سورية تتجه نحو نظام سياسي جديد والشعب السوري هو الذي يجب أن يصوغ هذا النظام.
وأكدت كلينتون ان الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوري وحقوقه العالمية وتدين تجاهل نظام حكم الأسد لإرادة مواطنيه والتدخل الماكر لنظام الحكم الإيراني في الشأن السوري.