نقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية يوم الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني عن دميتري روغوزين المندوب الروسي لدى حلف شمال الأطلسي أن روسيا ستعرب خلال المؤتمر الدولي حول أفغانستان في لندن عن استعدادها لإعمار 142 منشأة مدنية في البلاد بناها الخبراء السوفيت في فترة 1952-1988.
ومن جانب آخر قال مصدر دبلوماسي روسي للصحيفة إن هذه المنشآت كانت أساسا للاقتصاد الأفغاني في تلك الفترة، مشيرا الى أن إعمارها قد يحل ولو جزئيا قضية البطالة في البلاد وسيساهم في رفع مستوى المعيشة للسكان.
أما روغوزين فأكد أن موسكو تأمل في الحصول على حق إعمار المنشآت دون إجراء منافسات دولية بشأنها، مشددا على أن روسيا هي من بنى هذه المشاريع وهي تملك كامل الحق فيها.
في الوقت نفسه أشار المندوب الروسي الى ان روسيا تنتظر من المجتمع الدولي تمويل تنفيذ تلك المشاريع.
وكان الخبراء السوفيت قد شاركوا بين عامي 1952 و1988 في تنفيذ 142 مشروعا في مجال الصناعة والبنية التحتية بتمويل من الاتحاد السوفيتي. ومن بين تلك المشاريع المرحلة الثانية من محطة بولي خمري الكهرمائية على نهر كندوز والصد ومحطة "ناغلو" الكهرمائية على نهر كابل ومصنع الأسمدة في مدينة مزار شريف وطريق "سالانغ" عبر جبال هندوقوش ومشاريع أخرى.
ولكن الصحيفة ذكرت أن شركاء روسيا الدوليين لا يعتبرون إعمار المنشآت السوفيتية في أفغانستان من أولويات المجتمع الدولي في هذه البلاد. ونقلت "كوميرسانت" عن مصدر في الناتو أن الحلف يسعى لتطوير التعاون مع روسيا في الاتجاهات الثلاثة التي حددها أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف الناتو، وهي مشاركة المروحيات الروسية في عملية إحلال السلام في أفغانستان وتدريب الجنود ورجال الشرطة الأفغان في الأراضي الروسية والتعاون في مجال مكافحة المخدرات.
أما روغوزين فذكر أن موسكو غير مرتاحة من العمل في هذه الاتجاهات الثلاثة، مشيرا الى أن روسيا لن تقدم مروحياتها مجانا ولا ترى استعداد الناتو لتوسيع التعاون مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مجال مكافحة المخدرات. كما أشار الى أن الطرفين لم يتمكنا بعد من الوصول الى اتفاق حول ترانزيت الشحنات المدنية التابعة للحلف عبر الأراضي الروسية.