لعبت مدينة سامارا الروسية دورا محوريا في سباق غزو الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة إبان الحرب الباردة وحتى يومنا هذا.
سامارا - مدينة روسية تقع على ضفاف نهر الفولغا ، انتقل إليها الكثير من الصناعات الثقيلة الحربية والمدنية لحمايتها من الغارات الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية.
واشتهرت سامارا بكونها عاصمة للصناعات الفضائية ، حيث تضم مركزا "متخصصا" لتصميم المركبات الفضائية - "بروغريس" ، والذي اشتهر بتصنيع واطلاق المركبات الفضائية المعروفة عالميا باسم "سويوز".
وبهذا الصدد قال سيرغي تيوليفين - رئيس مهندسي مركز "بروغريس" " لدينا مشروع طموح مع وكالتي الفضاء الفرنسية والأوروبية لاطلاق مركبات "سويوز" من القاعدة الفضائية في غويانا الفرنسية وذلك للاستفادة من موقعها على خط الاستواء. مما سيؤدي إلى زيادة قدرة تلك المركبات الفضائية".
وتعد مصانع المحركات الصاروخية في مدينة سامارا أكبر دليل على ذلك ، وهي تقوم بصنع المحركات الصاروخية والنفاثة لمركبات الفضاء والطائرات والقاذفات الاستراتيجية.
ومن جهته قال فاليري دانيلتشينكو - كبير مصممي المحركات الصاروخية NK-33 "لا يوجد مثيل لمحركاتنا الصاروخية في العالم حتى الآن ، لا من حيث الجودة أو السعر أو مدة التوريد. لذا نحن نشارك حاليا" في عطاءات لتزويد مركبات الفضاء الأمريكية "تاوراس-2" بهذه المحركات المتميزة".
وسوف تلقى على عاتق هذه المحركات الصاروخية مهمة ايصال مركبات الشحن الفضائية الأمريكية إلى المحطة الفضائية الدولية. وحدث بعد تجميد برامج غزو القمر في الاتحاد السوفيتي عام 1974 ان صدرت أوامر عليا بالتخلص من هذه المحركات حتى لا تتسرب التكنولوجيا المستثمرة فيها إلى جهات خارجية.
وقالت ناتاليا ألادييفا - مديرة متحف مصنع "موتورو-سترويتيل" "يرجع الفضل في الاحتفاظ بهذه المحركات إلى مصممها الجنرال نيقولاي كوزنيتسوف، الذي خبأها في سرية تامة داخل المصنع لما يزيد عن عشرين عاما" ، مخاطرا" بحياته المهنية وتاريخه المشرف".
لقد تميزت الصناعة الفضائية الروسية عالميا" بانخفاض تكلفتها والتكنولوجيا الفريدة المستخدمة فيها. وقد استطاعت أن تجذب اهتمام وثقة الولايات المتحدة، خاصة بعد تحطم مكوكها "شاتل" ومقتل أفراد طاقمه السبعة في فبراير من عام "2003"، مما أدى إلى تعليق الرحلات الفضائية الأمريكية وانفراد روسيا بارسال البعثات والحمولات الى المحطة الفضائية الدولية.
المزيد في التقرير المصور